يوميات زائر لعُمان (4)

 

عبد الرزاق بن علي

 

اتصل بي الإخوة في وكالة الأنباء العمانية لمعرفة جدول زياتي ورتبوا لقاء معهم. وحضر منهم الأخوان سعيد ونبيل لمقر إقامة ضيوف المهرجان في المصنعة. وأكرماني قبل الذهاب إلى مسقط بجولة في مزعة قريبة يمتلكها الأخ سعيد.

حال وصول السيارة هرع القائمون على الضيعة لمد الفرش، وإحضار القهوة العمانية الشهيرة، والترحيب بمالكها وضيوفه، أمضيت ساعة ممتعة مع صحبة طيبة. وغادرنا إلى مسقط حيث أخذنا الأخ سعيد مجددا إلى مقهى يمتلكه في مجمع تجاري أنيق وضخم. كنت سعيدا بلقائي بصديقي والتعرف على الأخ نبيل الذي اقتصرت معرفتي به على الفيسبوك والواتساب. صلينا الظهر في مسجد الحي الذي يقطنه الأخ سعيد، وانتقلنا إلى بيته الجميل الفسيح، فوجئت أن مضيفنا دعا أيضًا المدير العام لوكالة الأنباء العمانية الدكتور محمد العريمي ومدير التحرير قيس الفارسي والإخوة عامر وفهد .. جلسنا على الأرض في قاعة الجلوس الباذخة كعادة أهلنا في عمان، وتحلقنا حول أصناف المأكولات اللذيذة التي حرص الأخ سعيد أن يكرمنا بها .. اختلط في صدري شعور الدهشة والعرفان والامتنان حين أخذ الدكتور محمد العريمي بحركة عفوية ينتقي قطع السمك واللحم بيده ويضعها أمامي...هزتني حركته وصدمتني كما أسعدتني ولكني مع ذلك شعرت بحزن عميق في نفسي لأنه لم يحدث قط أن وجدت هذا في بلدي من رؤسائي في العمل رغم أني أمضيت عمرا طويلا فيه، أو رأيت أحدا يلقى نفس ما فعله الدكتور العريمي بطبعه الكريم مع موظف بسيط من مرؤوسيه. فقد كانت صورة رئيس العمل في ذهني ولأسباب عديدة مختلفة تمامًا عن الانطباع الذي تركه في نفسي المدير العام لوكالة الأنباء العمانية وبقية الحضور في هذه الساعة ...

غادر الجميع ورتبت موعدا مع أخي وصديقي التونسي الخلوق مختار الذي يعمل في مسقط في سلك القضاء ليُعيدني إلى المصنعة من أجل أن نحضر معاً أمسية ملتقى عُمان الشعري تلك الليلة... كنت في شوق لرؤيته بعد سنوات طويلة من الغياب ..التقيته مع الأخ سعيد الذي أكرم وفادتنا بطبعه السمح. وانطلقت معه في طريق المصنعة ...كان يمازحني ضاحكاً ويقول هذه "زيارة دولة" وكنت أجيبه وماذا علي الرجل أخي إن نزل ببلد مضياف وأهل كرام ...

كنت مبتهجًا برؤية أخي مختار وسعيدا جدا بأثر ضيافة الأخ سعيد ولقائي بجميع الإخوة في وكالة الأنباء ...وحاولت أن أعيد زخم الذكريات الجميلة التي راكمتها منذ قدومي لعُمان لانتقي أفضلها ولكني لم أفلح في ترتيبها لأنها وصلت جميعًا إلى القلب دون استئذان لصدقها وعفويتها وجمالها وكرمها ...ومن أجل هذا قلت لأخي مختار أنا أحسدك يا صديقي لأن الله أكرمك بالعمل في هذا البلد الكريم..

يتبع،،

تعليق عبر الفيس بوك