تساؤلات من كأس آسيا

 

حسين بن علي الغافري

 

(1)

اتضحت أضلاع المربع الذهبي في كأس أمم آسيا 2019، والتي تقام مبارياتها في دولة الإمارات العربية المتحدة، بتواجد الأبيض الإماراتي -البلد المستضيف- والعنابي القطري، والمنتخب الإيراني والكمبيوتر الياباني. شاهدنا لقاءات من طراز كبير في دور الثمانية، ابتسم الحظ للقطريين والإماراتيين على أمل لقاء كبير نُشاهده في المربع الذهبي يتسم بروح الإلفة، نُبارك فيه لمن يفوز، ونقول "هارد لك" للخاسر. نقول فيه إنَّ كرة القدم تجمع وتقرب، وهي لغة الحب ومد الجسور وتقريب الخلافات. فنحن جميعاً نقف في صفٍّ واحدٍ مع الجميع، لا تفضيل لطرف دون آخر، وجميعنا سعداء قبل أن تنطلق القمة مساء الثلاثاء.

سعداء بأن مُنتخب خليجي سيكون طرفاً مؤكداً بالنهائي الآسيوي، وسنقف معه تشجيعاً في حلم اللقب. وفي الجانب الآخر "موقعة اليابان وإيران"، يبدو أنَّ عنفوان المنتخب الإيراني واستمرار صعوده دلالة واضحة على قوة المنتخب تكتيكا، وهو ما شاهدناه في نهائيات كأس العالم بروسيا الأخيرة، وتقديمه لقاءات من طراز عالٍ كان على مقربة من الوصول للأدوار الإقصائية. أيضاً تبدو اليابان تتعامل بذكاء حتى الآن في جلِّ مُواجهاتها، المنتخب يعرف كيف يفوز، وكيف يوزع جهده، وأراه صعباً، ولم يُختبر كما يجب.. عموماً تبدو فرصة المنتخبات الأربعة متساوية للغاية، فمن سيكون سعيد الحظ ويعود باللقب؟!

 

(2)

إجمالاً، فمن وجهة نظري مرَّت البطولة ببعض المتغيرات هذه المرة، بحاجة لمراجعة في قادم البطولات. صحيح أنَّ تواجد 24 منتخبا مفيد من الناحية التسويقية والدعائية وتوسيع رقعة مشاركة أكبر عدد من المنتخبات، مثلما هو توجُّه عالمي نسمعه بين ألفينة والأخرى عن إجراءات قادمة في تواجد 48 منتخب في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر بصفة غير مُؤكدة، وأنَّ نهائيات 2026 مؤكد أنها ستضم هذا الكم من المنتخبات، إلا أننا نعتقد أنَّ فرصة مشاهدة مباريات من طراز عالٍ فنيًّا قد تتضاءل في دور المجموعات، وبالتالي فإنَّ مرحلة تقييم تنافسية البطولة وطموحات اللقب ستكون من دور الثمانية فأعلى، على عكس ما كان سابقاً بتواجد 16 منتخبا في نهائيات كأس آسيا. فهل الجودة الفنية تسبق تطوير المنتخبات؟ أم أنَّ هدف الاتحاد الآسيوي استخدم البطولة لهذا للتطوير؟ أم أن الأمر كله بعيد عن الأمرين والفكر تسويقي وكسب أموال أكثر في مضاعفة عدد المباريات؛ وبالتالي مضاعفة حقوق النقل والجوانب التسويقية المتصلة؟!

 

(3)

تساؤل آخر يبدو مُحيِّراً وقد أخذ حيزاً من الجدل في مستهل البطولة، بعدم تواجد تقنية الفار في مباريات دور المجموعات ودور الستة عشر، ولعلَّ أسباب عدم خبرة الحكام في القارة الآسيوية في استخدام التقنية يبدو غير مُقنع؛ فكان بالإمكان الاستعانة بحكام بخبرات أوسع واستقطابهم من القارة العجوز. عدم تواجد التقنية أسهم في تغيير ترتيب المجموعات خصوصاً، وتضررت منه منتخبات؛ أبرزها: منتخبنا الوطني. عموماً التساؤل هنا يبدو قد بات من الماضي والرؤية للقادم، فمن غير المعقول أن نرى مسابقات قارية -سواء على صعيد الأندية، أو المنتخبات- لا تستخدم الفار حِفظاً لحظوظ الجميع. لذا؛ فإن دوري أبطال آسيا أو كأس الاتحاد الآسيوي أصبح لزاماً أن يواكب العالم من هذا الموسم.