ملبورن - الوكالات

على عكس المناخ شديد البرودة، الذي يضرب معظم عواصم العالم، في شهر يناير من كل عام، تشهد أستراليا موجات شديدة الحرارة، بسبب موقعها الجغرافي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، لكن درجات الحرارة في يناير هذا العام سجلت أرقامًا قياسية؛ أدت بدورها إلى انقطاع التيار الكهربي، ونفوق الحيوانات والأسماك، جراء ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.

وتقع أستراليا في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية؛ مما يجعل يناير من أكثر الشهور حرًّا، فيما يصبح يوليو أكثرها برودة، على عكس معظم مدن العالم. كما أن الصفات العامة لمناخ القارة الأسترالية بالكامل، هو ارتفاع درجات الحرارة، ومع قلة الأمطار، والتباين في درجات الحرارة بين الليل والنهار والصيف والشتاء، ترتفع درجة الحرارة في أستراليا بحسب قرب المدن والولايات من خط الاستواء.

وتجتاح البلاد موجة حر بلغت ذروتها في ولاية أستراليا الجنوبية، منذ أمس، بعدما تجاوزت درجة الحرارة في عاصمتها 47.7 درجة مئوية، بحسب الجارديان، تشهدت أستراليا موجة حر شديدة، منذ الأسبوعين الماضيين، سجلت على إثرها 5 أيام ضمن أشد 10 أيام في تاريخها، وصلت أديلايد إلى 46.6 درجة مئوية، ومن المرتقب أن تمتد هذه الموجة على مدن أستراليا الأسبوع الجاري بحسب جريدة الإندبندت.

الموجة القاسية التي تشهدها البلاد، اضطرت السلطات الأسترالية إلى قطع التيار الكهربي، أمس الجمعة، عن نحو 200 ألف مواطن، جنوب أستراليا، بشكل إجباري، لتتجنب خطر توقف الشبكة جراء تزايد الضغوط عليها، بسبب موجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد منذ أسبوعين، بحسب فرانس24.

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لما يسمى بـ"مشغل سوق الطاقة العام" أودري زيبلمان، في تصريحات صحفية، إن إدارة الطاقة اضطرت إلى خفض الضغط بشكل قسري بـ100 ميغاواط وأبلغنا (الجهات المشغلة) للشبكات، بحسب فرانس 24.

وتوقع مكتب الأرصاد أن تمتد موجة الحر الشديدة على 4 ولايات؛ هي: نيو ساوث ويلز، وفيكتوريا، وولاية أستراليا الجنوبية، وولاية تسمانيا. فيما يتزايد خطر الحرائق على ولايتي فيكتوريا، وتسمانيا؛ حيث ترتفع درجات الحرارة في الولايات الأربعة؛ لتسجل درجات قصوى أعلى من المتوسط، بنسب تتراوح بين 8 إلى 16 درجة.

وجراء موجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد، أعلنت أستراليا تعليق كل مباريات بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، والمعتزم إقامتها في الملاعب المفتوحة في كل ملاعب مدينة مولبورن المفتوحة كـ"ملبورن بارك"، و"ألبرت ريزيرف"، بعدما توقع خبراء الأرصاد أن يكون الجمعة، هو اليوم الأشد حرًا منذ العشر سنوات الماضية، بحسب وكالة رويترز.

ويعد إغلاق ملاعب ملبورن المرة الثانية التي تؤثر فيها الموجة الحارة على الملاعب؛ بعدما أغلق منظمي البطولة سطح ملعب "رود ليفر" أمس أول الخميس، خلال مباراة قبل النهائي للسيدات. وأدت الموجة الحارة المستمرة، منذ أسبوع بانقطاعات في التيار الكهربائي إلى خلو الشوارع من المارة تمامًا، حتى في حي المال والأعمال بحسب رويترز. واضطرت بعض المحال التجارية، والمقاهي إلى الإغلاق، بحسب فرانس 24.

وفي قرية أليس الواقعة في مدينة سبرينجس، في الأقليم الشمالي للبلاد، نفق 20 حصأنًا بريًا بالقرب من بئر جفت؛ جراء الحر الشديد.

وأظهرت صور تداولها أهالي المدينة عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الأرض التي عثر على الأحصنة بها كانت مغطاه بأوراق وفروع الأشجار المحروقة، بحسب جريدة الإندبندنت.

وفي مدينة نيو ساوث ويلز، نفق نحو مليون سمكة، في نهر جنوبي المدينة، واندلعت حرائق غابات في جزيرة تاسمانياو، بحسب فرانس 24.

ويتأهب رجال الإطفاء لمواجهة أي حرائق مرتقبة في البلاد، مع اقتراب درجات الحرارة من 44 درجة مئوية، وهي درجة الحرارة الأعلى، منذ حرائق غابات (السبت الأسود)، التي شهدتها أستراليا في عام 2009، وراح ضحيتها 180 شخصًا في ولاية فيكتوريا في جنوب شرقي البلاد، بحسب رويترز.

ووضع المئات من عناصر أجهزة الطوارئ وعشرات الطائرات والمروحيات في حالة تأهب، وسط توقعات، بأن تصل درجات الحرارة في بعض المناطق إلى 47 درجة مئوية، بحسب فرانس 24.

وشهدت مدينة فيكتوريا -التي يقطنها أربعة ملايين نسمة- انقطاعات متكررة للتيار الكهربي يمتد في بعض الأحيان لساعتين، على نحو 60 ألف منزل.

كما شهدت مدينة أديليد عاصمة ولاية جنوب أستراليا، التي بلغت فيها درجة حراراتها إلى 46 درجة مئوية متخطية بذلك رقما القياسي التي سجلته عام 1939 والمشهور بعام انقطاعات متكررة في التيار الكهربي.

وأوضح تقرير صادر عن مرصد الأحوال الجوية في أستراليا أن موجة الحر الشديدة جراء التغيرات المناخية العالمية، كما حذر المرصد المواطنين من التواجد بالقرب من الغابات، بحسب الإندبندنت.

ورفع مسؤولو مكافحة الحرائق شمال ولاية كاليفورنيا، درجة الخطر إلى "شديدة"، كما دفعت حرائق الغابات الخارجة عن السيطرة حول مدينة "تيمبرا" في شرق أستراليا، السلطات إلى إصدار تحذيرات عاجلة للمقيمين في المنطقة، وفي ولاية تسمانيا في الجنوب فقد أصدر المسؤولون ثمانية تحذيرات عاجلة.