حديث محايد

عائض الأحمد

 

 الحياة تسير بتعددية مختلفة المشارب فليست لونا واحدا هي خليط بين هذا وذاك فما تشاهده أبيض وأنت على يقين كامل بذلك تأكد أنّ من يعرضه عليك يعلم أنّه رمادي وربما أسود كظلمة ليل موحش.

أصعب ما يمكن أن تصدقه هو ذلك الشخص الذي يقول لك مدعياً التزم الحياد ودعك من كل هذا.

وهل بيننا من يلتزم الحياد لنجعله قدوة ونلتزم منهجه الصالح.

لدي قناعة بأن المحايد هو من يبحث عن مصالحه دون مساس بما يعتقد فهو فقط ينتظر دوره وفرصته حتى يصل إلى ما يُريد ثم يظهر لك أهدافاً كان يخفيها محايدا ويعلنها الآن صراحة بعد الوصول إلى مبتغاه.

لا يمكن أن تعيش دون أن يكون لك رأي أو صوت وليس من المقبول أن تدعي شيئاً من المستحيل تحقيقه بقولك أنا محايد.

 

 

 

هل تظن أن العدل مسألة لا تقبل القسمة أبدا وهل المنطق أن تبقي كل شيء كما هو لتحقق مبدأ الحياد.

بين أبنائك وأهلك المقربين لن يكون ولن تحقق ذلك.

 

 عداله الحياه أن تظلم أحيانا وقسوه الموقف أن تنحاز وتتخذ قرارا في لحظات ليس فيها مساواه أو رحمه أو نظره إلى الخلف أو دراسه نظريه تدعم عملك وتنصف اختيارك وقرارك .

 

 تعلمت بأن الصمت غالبا حكمه ولكن من يلبسه ثوب الحياد فقد أضعف حجته وعلم بأنه يخفي قدرا من حياديته ليوم ينطق فيه صمتا مدويا يسمع به من في القبور .

 

عندما كان وجودك هاما بل أكثر اهميه لزمت طرفا بعيد ومقعدا خاليا يسكنه ضلالك فقط

 انت من وضع نفسك فيه فعليك حين القسمه أن تترقب موقفا آخر قد يسعفك وتركب موجته لعل وعسى أن يصل بلك أو تصل به وعندما تتفرق بك الطرق فعليك أن تسأل كل مسلك وطأته أقدام ذلك المحايد و لن يجيب عليه قطعا

 كيف وصلت إلى هنا وانت تعيش فراغ تبحث عمن يكمله ومرشدا ناصحا يقول اما سئمت من لغه الأدب

حتى ظننت بأنك الثقافه والنحو والبلاغة.

اللامعقول أن تتخذ جانبك وتريدني أن أدعوك محايدا وانا افهم بأن شعورك يجمع بين المتناقضات وعلى الأرض واقع حالك يميل هنا ويأخذ الكثير من هناك.

 

 

 ومضة:

الحياد ليس صمتا مطلق أو حديث يسمع أو عملا واقع هو كل ذلك ولن يكون مقياس عداله.