فيربيك .. تكبر أجوف

 

 

وليد الخفيف

 

(1)

مَن قطعوا المسافات، وتكبَّدوا مشاق السفر، برًّا، وجوًّا، واضعيْن الأحمر قِبلتهم.. ليسوا أغبياء.

من سَاهَم في حصد خليجي 19 و23، وسطَّر ملحمةَ النبض الواحد.. ليسوا أغبياء.

هم دُرة التاج على رُؤوس الشرفاء، هم الصَّفوة والقيمة والمثل الأعلى، هتافاتهم وقود حَماسٍ للاعبين، هم المُدرجات المُنبعث من أرجائها، أريج الأدب، وعبير الذوق الرفيع الفوَّاح.

إنَّه الرُّقي العُماني المتوارث من حَضارة مَجان، كابرًا عن كابر، ولدًا عن والدٍ عن جدٍّ، إلى سِلسالٍ يضربُ بجذوره في أعماق ماضٍ تليد، بأمجاد باقية، وإرثِ أسود البحار.. إنَّه المدرج الراقي، الذي شهد الجميع بمجده، يرفع علمَ بلاده خفاقا بين الأمم.

كنتَ، ومازالتَ، وستكون، يا جمهور الأحمر، مِثالًا يحتذى في الرُّقي، والثقافة والاحترام، محظوظٌ من يقود مُنتخب بلادك، فأنت مصدر الدعم والثقة.

تَرَفُّعك عن تصرفات الصِّغار من حُسن شيمك العَصْماء، فمن نعتكَ بما ليس فيك، سيغرقُ قريبًا في بحر رمالِ غُروره، وأوهام كبريائه.. فانظر إليه كأنه ديك، اغترَّ بريشه، مُعتقدا أنَّ الشمس ببهائها لن تُشرق كل صباح إلا بعد صياحه.

فدليلُ رُقيك مادةٌ خام يستلهمها الجميع من مُدرجات الأحمر العُماني، فيا ليتك تمنحَ بعضهم قطرةً من فيض ثقافتك، ونقطةً من بحر معرفتك، ورشفةً من عذوبة حديثك.

أَّما العِناد، والغرور، والتشبث بالرأي.. فهي عَلامات الغباء

 

(2)

الذَّكي من أدركَ بالصُّدفة أن مُحسن الغساني مهاجم من قماشة الكبار.. الذَّكي من عجز عن صنع ظهير أيمن على مدار سنتين.. الذكي هو من استدعى الغساني لضغط جماهيري، وانكشفتْ دِفَاعاته بغياب دوربين الذي صنعه حمزة الجمل في "النصر"، دون أنْ يجدي ذكاؤه الفذ وقدراته الخرافية شيئًا لتجهيز البريكي الذي تفاجأ بأنه أساسيٌّ في الاستحقاق القاري، فكان ضحية ولا عتب عليه.

الذَّكي الخارق بعلمه هو من لم يستفد من فترة الإعداد التي تخللتها عملية تأهيل المصابين، فترة الإعداد التي توزَّعت خلالها الجهود على قائمة طويلة عريضة معروف في الأخير أنها للاستهلاك المحلي.

الذكي هو من أوقف الدوري لشهرين، هو من دفع بأربعة لاعبين لم يلقِّنهم الحس التهديفي.. الذكي هو من تأتي قراءته للمباراة عشية اليوم التالي، وتأتي تغييراته بعد خراب مالطا.

الذكي هو من يمتلك الحلول مع كل سيناريو للقاء، الذكي هو من خاض البطولة بظهير أيسر ليس له بديل، هو من عجز عن صنع ولو فرصة أمام إيران.

ذكاء بالفطرة، ودهاء كروي وحكمة عظمية، فلم يَعُد في خزائنا مكان لألقابك التي جنيناها من فيض كرمك، نقلة نوعية أحدثتها أنت، فأنت من أعدت اختراع كرة القدم.. كبرياؤك أجوف كطائر يرى الناس صغيرة والناس على الأرض لا تراه!!!!!!

لك الحق في ذلك، فلرُبما خدعك المطبِّلون والحاشية التي غضَّت الطرف عن حديثك طواعية بأنك فريد في هذا الزمان.. فلا عجب في ذلك، فلقد سبق قدومك "حرب وكلاء".