قصيدة الموت


نعمة الفيتوري | ليبيا

أدرك أن
 لا فائدة من تهافت الأسئلة
أتجاهل  البحث عن الإجابة
لأني أعرف أن  الأمل ضعيف جدا  كي يعود الميت
وأنت كذلك أيها الوغد
الموت الذي يغتال كل شيء
ويحارب باستمرار
يغتال شعري
ويغتال (كُليتي)
يغتال أمي
أمي التي أحب
أمي التي أتعرى أمامها
 من أوجاعي
تتقهقر الآلام في حضرتها
ونظرتها التي تحتويني
 بكل قرفي.. ووسخي..
أنا عالقة بالنظرة التي لم تمت راوغت الموت واغتالتني
 كما يغتال الموت الفرح
 وأنت.. أيها الوغد العزيز
كيف تفلت
كيف لم تفكر أني
سأنهزم بدونك
وأبقى في زاوية العمر
 تنتحب  الآهة في داخلي
ليل نهار
لكيف أتجاوز سخافة عمري
 في غيايك؟
وكيف ستضحك آهاتي التي أطلقها بغنج وأنا بين يديك
بين يديك !! آه  يالهذا الفراغ المحيط
وقلبي العالق في الهواء
متمسكا بشعرة
شعرة وحيدة
 كانت في رأس أيامي قبل أن يصيبها الصلع
تجرأت وخضت معركة الموت وحيدا بدوني
أعرف أن جبهتي متهاوية
 لكن إنصفني
وكن معي
اقحمني في معركتك
كما حشرتني دوما فيها انتصاراتك
وأوهمتني مرات عديدة أني مصدر قوتك
أنت جبان واجهت الموت بدوني.. وجعلت الخسارة عظيمة
فراقك صديد حياتي المتقرحة
وفقدك نزف قلبها العاطل عن الخفقان
خذلتني كما لم تفعل من قبل
موتك أحيا كل الجروح التي عالجتها من قبل
أشعل الحروق النائمة من جديد
عودتني أن نفعل الأشياء معا
كل الأشياء
أيها الوغد الحبيب عد من الموت
دعنا نفعلها ونموت معا.

 

تعليق عبر الفيس بوك