صرخة × نصّ وهوامش ساقطة

...
...
...


سمر لاشين | مصر

لا تعد إلى البيتِ ثانيةً.. أرجوكَ
وإن عُدتَ دعني نائمةً.

أنثى تخاصمها أعضاء جسدها
كل عضوٍ يديرُ ظهره للآخرِ
عندما يعلوها رجل
باسمِ الشرعِ
وتحت حماية القانون
وبابتسامةٍ عريضةٍ من أمها.

رجلٌ يغيّمُ فوق جسدها
بغطاءٍ من الدخانِ الكثيفِ.

أنثى تفتحُ عينيها بشرودٍ
وتصمّ أذنها عن حالة الاستنفار الجماعي
لأعضائها
كلُّ ما تفكر به أن يتمَّ الأمر ككلِّ مرةٍ
بأسرعَ ما يمكن  
ويكونَ هناك فرصةٌ للبكاءِ بهدوءٍ تحت الماء.

حالةُ تمردٍ عاصفةٌ داخلها ..
لمَ عليكِ الخضوع للأمر في كلِّ مرةٍ ؟!
ربما عليكِ أن تقولي لا ولو مرةً واحدةً.

كلّ عضوٍ لا ينجو من عمليةِ الاغتصابِ
يعرف مسبقاً ما الذي سيحدث له
وما الذي سيحدث لغيره.

كلّ عضوٍ يتم اغتصابه
يضع باقي الأعضاء أيديهم على آذانهم
ويغمضون أعينهم
ويدعون الله
ألّا يأتي عليهم الدور هذه المرّة
لكنهم...
لا ينجون في كلّ مرةٍ.

هناك لحظةٌ
لا يديرون فيها ظهورهم
يحتضنون بعضهم البعض بقوةٍ
ويسقطون جميعًا
جثةً هامدةً.
يشبُّ في رحمها حريقٌ عجزوا جميعًا عن عدم حدوثه !   

الهوامش* :
هامشٌ أول :
انصرفَ الشهود الذين وقعوا على عقدِ الزواج،ِ
أيتها الحمقاء افتحي عينيكِ جيداً
أنتِ الشّاهدُ الوحيد  على كلّ ما يحدث هنا.

هامشٌ ثانٍ:
الصَّرخةُ الأولى كانت بكراً،
هزت عرش الريح، وأحدثت ثقبًا في بكارةِ العالمِ.
مع توالي الصرخات ترهلتْ وشاختْ.
لم تعد تلفتُ انتباه أحد، ولا حتى تلك النملة
التي تتشاجر مع زوجها السمين على فتاتة خبزٍ حول مائدة السرير.

هامشٌ ثالث:
على النافذةِ المقابلة للسرير غرابٌ ينعق
ينتظر جثة أخرى
ليدفنها في تلك البلاد التي لا يعرفها أحدٌ.

هامشٌ رابع:
العالم مشغولٌ بحماقاته وتنصيب مشانقَ للعشاقِ، لا يلتفت أبداً لما يحدث هنا.

هامشٌ خامس :
عندما تضع يديكَ على أذنكَ حتّى لا تسمع الصَّرخة في النصّ سيكون قد فات الأوان.
_______
* الهوامش : مفرداتٌ سقطت من جيبِ النصّ لم ينتبه لها الشّاعر لكنها جزءٌ من جسدِ النصّ.

 

تعليق عبر الفيس بوك