أنا بخيرٍ اطمئن



رحاب عمر | مصر – المنصورة

منذ أن ضُرب بيننا بسور ظاهرة الرحمة لك وباطنة العذاب لي وأنا
أتعجب وأسأل نفسى: أي ذنب اقترفت حتى تكفر بي؟  
أستعيذ بالله من ضعفي أحيانا، وأخرى أستقوي وأقهره.  
 قلبي يتلصص من خلف السور،  يستجدى من حدك بعض الرحمات
رنين صداك الملامس طرف أذني يؤنسني حينما يجتاحني الصمت وتفترسني
اللعنات... صوتك تعويذتي فلا تبخل بتراتيل همسك على أوتار حنيني
علّك تسد جوعة العاشقين فأرضى.

                          اطمئن أنا  بخير
أشرب  من مدامعي لكني لا  أستفيق ولا أرتوي، تشق  الأرض أسفلي
فيتدفق ماء ملحي،  يحرق فيَّ الأخضر ، ويعبث فيَّ اليابس
اطمئن أنا بخير أسير بمفردي بعدك لا أحد معي ، أحدثك حين أَملّ
وأتصورك جواري طول الوقت
صنعت لك غرفة، كل شيء فيها يشبهك
 حين أشتاقك، أطرق  الباب وألقي عليك السلام
        تبتسم بقلبي، فأهدأ.

                      بخير أنا اطمئن
اخبروني عن الرضا،  
قالوا إنه سلاح الأقوياء،
ومازلتُ أسأل عن الفارق بين الرضا والاستسلام   
وكيف أقف بينهم صامدة؟ لا أحد يجيب
         هل تعرف الفرق؟ أجبني! علّي أجد عندك ضالتي،  
كما وجدت فيك ضلالي...!  

                  أنا بخير اطمئن
أصطدم كل يوم بأحلامنا المشتركة، فتوجعني
أقترب منها لأخلع زيَّها القديم فتطردني، أسكب عليها
ماء باردًا علّها  تستفيق من  ثُباتها وتواجه الحقيقة،
أحاول إيصال الأمر لها، وأنّا  تلاشينا لم نعد قرناء
كلاٌ على طريق،  لا شيء يجمعنا، لا شيء مشترك،  
   فترفض ألا تتحقق إلا بيني وبينك فماذا أفعل؟
         
أنا بخير اطمئن
أمر سريعا على  رفاتنا... ولا أقرأ الفاتحة عند قبرنا غالباً
، فقط أدعو أن تتعرف أرواحنا على تلك الأجساد المشوهة،  والنفوس
المهروسة بالوجع  ذات برزخ.

                      أنا بخير اطمئن
  أنظر فى المرأة، فلا أعرف نفسي  
، هيئتي ناقص ، عيناي ميتة،  جنائز بصدري
وأشلاء تتطاير فى عقلي، تتصارع ملامحي وتتعارك. ، لا تهدأ
إلا حينما تذبل،  الذابل يستكين دائما، والقاحل لا تدب فيه فأس،
    ولا تدهسه أقدام!!

                      أنا بخير أطمئن
                    فقط بعض الخير فىّ
لا  أدعي،  بل ادعي ...علمني جرحك النازف أن أدعي
           حتى لا يستأصلوا الباقي منك عندي ...
 

               أنا بخير اطمئن
أعصر قلبي كل يوم كي  يجف منك
أعلقه على حائط صدك،  أنتظر شمسك حتى  تشرق
لكن غيماتك تعاندي فتمطر دمعا أسود
              يلوث  قلبي أكثر .

                   أنا بخير اطمئن
لا ذنب لك
لا لوم عليك
أنا أخجل أن أذكرك عند ربي بسوء
نوارس أمام  الله  سواءتنا قدر المستطاع  
وأنا سأواريك بكل ما أُتيت من ضعف المواجهة

      اطمئن
لو سألنى ربى عنك وهو العليم
سأقول ذنبى، أنا من تركت ظله يسافر فىّ
ويستقر فى أغوار بعيدة دون تذكرة عودة

اطمئن
كأني لم أكن
وكنت أنت

بخير صدقني،  أكتبك صراخًا مكتومًا
وأمانَا ناعسًا.. ومرضًا لا أمل فى اكتشاف دواء له
،  أرتديك ثوباً ممزقاً،  يفضح أكثر ما يستر
بين العري والتستر أعبث ويعبث بي  خجلي


بخير أنا
لم يسقط شعري وأنا أعالج منك، كنت أتقيئ فقط
كل حنينك الزائف الذى أغريتني به كذباً وجورًا
  لحظات خروجك من جسدي حارقة ، أنهكتني  فكنت أتناول يوميا
مقويًا للمعاناة وطاردًا للعنات،  

بخير أنا
بترت الجزء الذابل فى القلب قبل العلاج
كانت الجراحة قوية، واستغرقت سنوات
كنت أخدر ببعض الأمل علّي أجتاز

                 اطمئن
أنا لم أجتز
لقد اقتحم الوله حتى الخلايا الميته واستشرى فى الخاطر وسيطر ..
مؤخرا حين استشرت الطبيب، قال:
لا أمل فى الشفاء، كل الأمل الباقي فى بعض  البقاء
ضحكت،  وقلت: الآن  أنا  بخير أكثر
سأموت وأنا ممتلاءة  بك، وأنا من حرمت العمر قربك!  

أنا بخير
لا تقلق.
بخير كأني لم أكن وكنت أنت..!

 

تعليق عبر الفيس بوك