عن العام الجديد.. لا أريد أن أكتب

سهام الدغاري | ليبيا

 

كلهم يكتبون عن العام الجديد
أما أنا فسأكتب عن أعوام ولَّتْ
وعن عُمر سُرق و أحلام أغتالتها السنين
سأكتب عن
براءة طفلة تسكُب في جوفها مائة فنجان من القهوة كل يوم ،لتتخلص من المرارة العالقة في حلقها الصغير.

وعن رسائل شوق كثيرة، كتبتها فضاعت مع سُعاة ضيعوا الدرب
حين بات كلُ شيء إلكترونياً وصارت كل العواطف تُدار بأزرار

سأكتب أيضاً
عن خيالي الأرعن حين كان يصور لي بأن الحياة ماهي إلا قوس مطر
وبأنني سأمتشقه بمرح، وبأنه سيمنحني كل ألوانه لأُرسم بها حلماً بمقاسي أرتديه بزهو، فلايسقط عني لاتساعه ولا يختنق جسدي بداخله لضيقه.

وعن كل هذا الأنهيار الذي أصاب العالم سأكتب،
عن تداعي كل ماهو جميل وتصاعد كل ماهو قبيح،
عن قلوب غزاها مشيب الوجع فباتت آيلة للاحتضار،
وعن خُطى كانت راسخة ، أصابها الوهن فصارت تمور.
وعن أنامل أمي حين كانت تجدل خُصلي الذهبية بمهارة حائك متمرس، فتصنع منها لوحة فسيفسائية بلون الشمس، هاهي اليوم لا تقوى على حمل كوب الشاي الصباحي إلا بمساعدة.
آآآآهٍ يا أمي ------- عم سأكتب ؟

عن الكذب الذي صار يباع في غُلب المجاملة
أم عن التلون الذي صار يُنعت بمرونة التعامل، أو عن الحسد المتفشي في النفوس أم الفتن والنميمة الذي بات لايكتمل ترف المجالس إلا بهما،
أم عن السلب والنهب الذي لم يعد حكراً على الأموال بل تعداه لشيء أفضع وأبشع
فصاروا يسرقون حروفنا التي هي نزف أحساسنا يزينون بها حوائطهم بعد أن يذيلونها ببصماتهم المموهة، وبكل ماأوتوا من صفاقة يحاجوننا فيها.

أقول لكم غير أسفة لا أريد أن أكتب

تعليق عبر الفيس بوك