مُرافعة

رجاء البوعلي | السعودية

 

ٓ  ١ ٓ
بريئةٌ من ذنبِ الصدود
فاغفر لي أيها الضجيج
الموجُ يأخذني نحوه
دون عدادٍ للمسافة
أو مؤشر للزاوية
فالطريقُ ممتلئٌ به؛
بوجوهٍ تغمرُ الأرصفة
بنوافذ مُعلقةٍ عاليةٍ
بكلِ المنعطفاتِ الممكنة
يهيمُ فيها الهواءُ الحرُ
يحملُ ذاتَ العطر؛
رائحةُ المتاهةِ في جدران المدينة،
تقاسيمه تنعكس على تفاصيل المباني والمآثر
محفوظة في سجل الذاكرة
وعليها حفنة من أنفاسي

ٓ  ٢ ٓ
بريئةٌ من ذنبِ الحدود
فاغفري لي أيتها المسافة
خذلتكِ كثيرًا
حتى أفنيتُ الفرص
وأثبتُ بمحض اللاشعور؛
أنني أبعدُ من نهاياتكِ اللامحدودة
التي شرَّعتيها للعابرين
لم يغمرني دخانَ الخطيئة
كنت أسكن ظله
و الظل يسكنني

ٓ  ٣ ٓ
بريئةٌ من ذنبِ التجافي
أعد البتلة والبتلة والبتلة
فأغصان التتابع؛
يهزمها الاصفرار
و أوراقنا يعلوها السكون
والغبار يبني فوقها قلاعًا وقصورًا
أسير بينها،
 أحمل في يدي كل الأغاني
وأرسم بإصبعي ساعة دوارة
أهش بها الفتور
 بِعَدّ الليالي
و تاريخ كل حلم مؤجل
كي لا يُطيّره إعصار طفيلي

ٓ  ٤ ٓ
بريئةٌ من ذنبِ الهجر
لم يقر خاطري انفصال
يا عناقيد الوفاء
 ادنِ فوقنا و امطري
فيضَ الوِصال
واهطلي كالسيل،
ميزابًا
إذا حل فصل الاغتسال
الأحبة غادرونا؛
فطفى بالقلب جمر،
وهمّ الاشتعال.

تعليق عبر الفيس بوك