لنحترم تاريخ علي الحبسي

 

أحمد السلماني

مؤسف جداً ذلك الغمز واللمز والطرح غير المنطقي والذي صاحب استبعاد نجم حراسة منتخبنا الأسطوري علي الحبسي من التشكيلة الرسمية التي استقر عليها الهولندي بيم فيربيك للمنافسة في النهائيات الآسيوية والتي ستنطلق في الخامس من يناير المقبل بأبوظبي حيث سيلعب منتخبنا في المجموعة السادسة بجوار اليايان وأوزبكستان وتركمانستان.

الاستبعاد جاء فورا بعد الكشوفات الطبية التي أظهرت للطاقم الطبي للمنتخب أن الأمين يُعاني من تمزق عضلي بالفخذ ويحتاج إلى الراحة الإجبارية لـ 3 أسابيع على أقل تقدير.

وارتقى الكهل الهولندي لمستوى الحدث وأهميته وبالتالي جاء قراره باستبعاد النجم الكبير وفق توصية الطبيب مباشرة وبلا تردد دون الالتفات لاسم وقيمة علي الحبسي الفنية أو حتى إلى تبعات قرار صعب مثل هذا من حيث ردة فعل الوسط الكروي والتي جاءت عنيفة وعاطفية ولكن يمكن استيعابها نظير الشعبية الطاغية التي يتمتع بها اللاعب محليًا وإقليميًا وحتى قاريًا، فهو دائما ما يكون تحت الأضواء خاصة وأنه يلعب لنادي بقيمة الهلال السعودي فضلاً عن جولته الاحترافية في أوروبا والبريميرليج تحديدا.

ولكن المستغرب منه أن يصدر حديث يحمل صبغة الهمس والهمز والغمز بأن المدرب استبعد اللاعب لدواعٍ فنية وتم تعليب الموقف على أنه إصابة، هنا نقول لمن تفوه بهكذا كلام ولمجرد النقاش«قف، فأنت في حضرة العنوان الأكبر للمجد الكروي العماني»، جميل أن يكون النقاش واضحا وصريحا وعميقا من حيث تغطية الموضوع بكافة تفاصيله وأن نختلف في تفسير الموقف فهذا لا يفسد للود قضية ولكن المؤسف أن يتم تفسير الحدث من زاوية ضيقة وأن تصدر هذه الترهات من قامات إعلامية أو هكذا تتسمى..

الحق أنني أكبرت شجاعة المدرب فهذه ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها قرارات بهذه القسوة على الجماهير العُمانية، فالرجل لديه فلسفة تدريبية خاصة تسير وفق قناعاته ويُريد أن يصبغ صبغة احترافية في العلاقة بين اللاعب والمنتخب وهو هكذا منذ أن أمسك بزمام الدفة الفنية للمنتخب الأول، لا تهمه الأسماء بالمطلق، يعمل وفق ما يخدم المنتخب ويتكيف حسب المعطيات المتوفرة، شخصياً أرى أنَّ هذا الكهل ومن خلال تجربتي كأس الخليج والتصفيات الآسيوية يستطيع وبنهم أن يأكل الكعكة بالشوكة أو السكين أو الملعقة أو بيده أو حتى بفمه مباشرة وله في استبعاد مهاجمين بقيمة المقبالي والرزيقي أمثلة حاضرة.

ولو سلمنا جدلاً بأن فيربيك استبعد الحبسي لدواعٍ فنية فإن الأمين هو أول من يتقبل هذا القرار وسيصرح وبكل روح رياضية بأنَّه يقبل بقناعات المدرب، إذ إن الوسط الكروي العماني يجب أن يُدرك أنه وعلى مدى تاريخ الكرة العمانية لم يمر لاعب بقيمة فنية عالية وعقلية احترافية ناضجة مثل علي الحبسي.

هنا علينا أن نُغلق هذا الملف والأهم الآن ملف دعم المنتخب في كأس آسيا ولتكن آفاق تفكيرنا عالية وأن نرتقي للعقلية الاحترافية التي تدار بها الدفة الفنية للأحمر، متفائلون حتى بتعطيل الكمبيوتر الياباني، وإنَّ غدا لناظره قريب "فهل أنتم منتهون".