(أ) آخر كلام
مآلات النهاية الأمريكية تتسارع ونظام جديد يتشكل من رحم الشيخوخة الأمريكية ولم يعد لدى العرب ودول الشرق الأوسط رفاهية اختلاق الأزمات فيما بينهم من أجل أهداف غير موضوعية وبعيدة عن أي حنكة سياسية؛ بل إنّ الواقع يفرض سطوته علينا بضرورة الاتفاق، لن أقول الاتحاد في المواقف؛ بل الاتفاق على أبجديات الصراع والتحالف، فلا نريد لمقولة "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض" أن تلوكها الألسن، ونأمل أن تنتشر مفردات التنمية لا عبارات الحروب، ونسعى كي يسود البناء لا أن يتفشى الهدم، ننشد السلام، فالسلام مفتاح الرخاء والتنمية والبناء.
(ب) ثلاث رسائل مهمة:
الرسالة الأولى: قوى إقليمية غير عربية ستغطي الفراغ الاستراتيجي الناجم عن الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط
الرسالة الثانية: لم يعد لدى العرب ودول الشرق الأوسط رفاهية اختلاق الأزمات فيما بينهم من أجل أهداف غير موضوعية وبعيدة عن أي حنكة سياسية
الرسالة الثالثة: نظام ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وسيادة القطب الواحد؛ أمريكا، قد انتهى بصعود الصين وروسيا بوتين
(ت) نهاية القطبية الواحدة وبزوغ نظام جديد:
الصراع بين الولايات المتحدة من جهة، والصين في الجهة المقابلة يسهم في أفول النظام العالمي القديم وأفول الحلم الأمريكي.
صعود الصين وروسيا والتطور المعرفي ومخرجات الثورة الصناعية الرابعة وتأثيراتها على قضايا الأمن القومي وصناعة القرار العالمي، تبشر بولادة نظام عالمي جديد.
النظام العالمي الجديد سيمر بمراحل تحول مختلفة، وسيتخذ أشكالا عدة فومخاضه سيكون عسيرا، وبدأ بحرب تجارية ضروس.
(ث) توابع زلزال انهيار النظام القديم:
صعود الشعبوية واليمين المتطرف في أكبر اقتصاديْن؛ ألمانيا وفرنسا.
أبرز ملامح تشكل النظام العالمي الجديد يُفجر صراعات السيطرة على مصادر الطاقة، والمواقع الاستراتيجية، وبناء التحالفات بين الدول، وهي عمليات تستغرق وقتا.
القارة الأوربية العجوز ستعاني من أعراض خروج بريطانيا، ومخاوف انهيار الاتحاد الأوروبي التكتل الاقتصادي الأقوى في العالم
احتمالية نشوب حروب بالوكالة في نقاط الالتهاب حول العالم ربما في أوكرانيا، وبحر الصين والقضيّة التايوانية في آسيا فضلا عن منطقتنا العربية والشرق الأوسط برمته
