انطلاق النسخة الثالثة من البرنامج بالشراكة مع القطاع الخاص

المرهون: "الكفاءات الحكومية" يستهدف تطوير الذات وتعزيز قيم التشاركية والمبادرة

 

الرؤية - مريم البادية

رَعَى مَعَالي الشيخ خالد بن عُمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية، حفلَ افتتاح النسخة الثالثة من برنامج الكفاءات الحكومية، الذي تُنفذه الوزارة بالتعاون مع معهد الإدارة العامة وشركة كفاءة لتنمية الموارد البشرية، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة الوكلاء والمسؤولين من مُختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة، ويستهدف البرنامج مديري العموم ومن في حُكمهم من الجهاز الإداري للدولة.

وقال معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون: إنَّ هذا البرنامج يعد ترجمة حقيقية للشراكة بين القطاع العام والخاص نحو المساهمة في تنمية العنصر البشري، وتطويره بوحدات الجهاز الإداري للدولة، ويسهم في إحداث نقلة نوعية للبرامج الاختصاصية، وهو من البرامج النوعية في مجالات الإدارة العامة على المستوى العالمي. مشيراً معاليه إلى أنَّ البرنامج مبنيٌّ على تطوير الذات والتشاركية والحوار والمبادرة والمشاريع المشتركة، وصولاً لبيئة عمل مُحفِّزة، ورفع مستوى تنافسية السلطنة؛ وذلك من خلال محاور البرنامج الرئيسية، وورش العمل المتخصصة، ولقاءات مع شخصيات إدارية قيادية من القطاعين العام والخاص، والزيارات الميدانية لمؤسسات القطاع الخاص لتبادل التجارب والخبرات من أجل تطوير العمل الحكومي واكتساب المعرفة. مؤكداً معاليه أنَّ تنمية وتطوير العنصر البشري أفضل فرص الاستثمار للمستقبل، ومشيرا إلى أنَّ البرنامج يواكب المستجدات الراهنة، ويناقش في نسخته الثالثة أفكارًا جديدة في مجالات التفكير والتنفيذ الإستراتيجي للمستويات، ومهارات القيادة.

وأشارمعاليه إلى أنَّ هذه النسخة ستكون لها نتائج أخرى تضاف إلى التجربة الأولى والثانية؛ الأمر الذي عزَّز من إقامة البرنامج سنويًّا؛ كونه يستهدف الإدارة والقيادة، ونأمل أن تخرج نتائجه بالأفكار الجديدة لتحسين بيئة العمل الحكومي، ورفع مستويات الكفاءة في الأداء والإنتاجية. وثمَّن معاليه دور القطاع الخاص بما يقوم به من دور فاعل وأساسي في دعم وتمويل هكذا برامج، مؤكدا أنَّ الحكومة ومؤسسات القطاع الخاص يعملان في مسار واحد من أجل الارتقاء بأداء وتطوير أدواته بما يتناسب مع المرحلة الراهنة.

واستهل البرنامج بكلمة الوزارة؛ حيث قال السيد سالم البوسعيدي وكيل الوزارة لشؤون التطوير الإداري: لقد بات الاهتمام بالكفاءات الإدارية هدفاً إستراتيجيًّا لكافة الدول وفي كافة المجالات لما يشهده العالم من تغير متسارع أكثر من أي وقت مضى؛ بسبب ثورة الابتكار والبيانات، وما يُعرف بالثورة الصناعية الرابعة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وتطورات العولمة والاقتصاد والتغييرات المجتمعية، والتي أفرزت تحديات عديدة، وفرضت واقعاً لابد من التعامل معه والتنبؤ به، وكشفت عن مسؤوليات وأدوار مختلفة لابد من توافرها لدى المشاركين في صنع القرار، وتسعى وزارة الخدمة المدنية للمشاركة في إنجاح رؤية عمان 2040، والتي تعد التنمية البشرية أحد المحاور الرئيسية عبر المساهمة في صناعة رأس المال البشري العماني.

ويعدُّ برنامج الكفاءات الحكومية من البرامج الإدارية المهمة التي تُعنى بتنمية الموارد البشرية؛ كونها تحظى بالأولوية القصوى في عملية التخطيط؛ حيث يشارك فيه عدد 44 مشاركا من فئة مديري العموم ومن في حكمهم بمختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة، وسيتم تنفيذه خلال الفترة من شهر ديسمبر 2018م إلى شهر مايو 2019م بواقع 4 أربعة أيام تدريبية في كل شهر، ويمول بالكامل عن طريق عدد من مؤسسات القطاع الخاص، وسينفذ بالتعاون مع معهد الإدارة العامة وشركة كفاءة لتنمية الموارد البشرية، بدعم من وزارة النفط والغاز، وبرعاية عدد من المؤسسات الرائدة بالسلطنة وهي: شركة شل، ومجموعة تاول، والشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران)، وعمانتل، وبريد عمان.

ويهدف البرنامج -بشكل عام- إلى تطوير شخصيات قيادية تتمتع بإمكانيات عالية للتغيير من خلال اكتساب العديد من المهارات؛ منها: فهم القطاع الحكومي والتطورات في نطاق إدارة المؤسسات الحكومية، ودراسة أفضل الممارسات العالمية في تحويل القطاع الحكومي إلى قطاع فعال ومتجاوب، واكتساب الخبرة العملية ومواجهة الحياة الحقيقية بثقة، إضافة للقدرة على إشراك الجهات المعنية وأصحاب الشأن من أجل قيادة التغير بطريقة إيجابية، وتطوير الأفراد من أجل تطوير الأداء، وقيادة العمل بشكل متعاون عبر فرق متنوعة مهنياً وثقافياً، والقدرة على القيادة وسط بيئة حيوية وسريعة النمو.

وسيتطرَّق البرنامج -خلال أيامه- إلى عدة محاور مهمة؛ منها: التعليم التنفيذي الذي يركز على التخطيط الاستراتيجي وتحليلاتها وتطوير الإستراتيجية وتطبيقها والجوانب العملية للإستراتيجيات الحكومية، ويناقش البرنامج إدارة الأداء في القطاع الحكومي؛ وذلك من خلال التعرُّف على أهم الأدوات في قياس الأداء في المؤسسات الحكومية وكيفية استخدام النتائج في التخطيط الإستراتيجي وتطوير الخدمات الحكومية، إضافة لمشاريع التعلم العملي في القطاع الحكومي.

كما ستتخلَّل البرنامج حلقات عمل؛ منها: حلقة بعنوان "القائد الملهم"، وتهدف لتمكين القائد من أن يطور أهدافا واضحة وطريقة تواصل فعالة بناءً على فهم الذات وفهم فرق العمل، ورسم كل مشارك لأسلوبه القيادي بناء على أسس واضحة في إدارة الموارد ومفاهيم القيادة بما يتوافق مع شخصية والوضع الخاص لكل مشارك.

كما يتضمَّن البرنامج أيضا زيارات ميدانية للتعلم من القطاع الخاص في الخدمات الحكومية عبر الجوال والتمييز المؤسسي والإدارة الرشيقة وخدمة العملاء، وسيتمُّ عمل عددٍ من اللقاءات مع شخصيات قيادية بالسلطنة، ومنتدى عُمان للكفاءات الحكومية التي تُعتبر منصة لإطلاع المشاركين على القصص الناجحة للجهود التي بذلتها بعض المؤسسات الحكومية؛ حيث سيتم استضافة بعض المسؤولين من الجهات الحكومية لعرض مبادرات التي تنفذها الجهات في سبيل الارتقاء بالخدمات الحكومية.

وفي اطار دعم البرنامج، قال حسن شعبان مدير عام البنك الوطني العماني: تأتي هذه المشاركة مع الخدمة المدنية في هذه المرحلة، وهي ليست المرة الأولى؛ حيث سنشارك بتخصيص سيارات للمشاركين، كما سنعد برنامجا تعريفيا لهم للاطلاع على أعمال البنك، وسنخصص ورش عمل في مجال الابتكار والإبداع، والإدارة الحديثة، إضافة لمشاركة اثنين من موظفينا في هذا البرنامج لتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

تعليق عبر الفيس بوك