أحمد السلماني
بالأمس وأنا أتابع القناة الرياضية العُمانية، تحديدا برنامج يتحدث عن إنجازات قارب "الطيران العُماني" الشراعي بعد أن حل ثانياً في إحدى السباقات العالمية، حينها اختلطت المشاعر ما بين الدهشة والزهو، كيف لا وقرين كل فريق كان علم البلاد التابع لها، ورغم أن القائمة تحوي 8 من شعارات الدول الفائزة إلا أنني لم أكن أرى سوى علم بلادي يملأ الشاشة، وهنا نقول شكراً للقائمين على الفريق وعلى رياضة الإبحار الشراعي بالسلطنة، على أقل تقدير، هنا نحن نزاحم الأمم الأخرى، وأنا وغيري معذورون عندما تنتابنا الدهشة ونرى إنجازا هنا ورياضيا عمانيا على منصة التتويج هناك، فهذا صار عزيزا علينا في زمن "القحط الرياضي".
وأدرك يقيناً أن الرياضة العمانية أشبعت تحليلاً من خلال الأطروحات الإعلامية والمؤتمرات والندوات والتي أفرزت بما لا يدع مجالاً للشك "العلة والعلاج" ولكن دائماً ما يختم كل مقال بـ"ستسمع لو ناديت حيا" ومع ذلك سنواصل الطرق طالما أنّ حبر أقلامنا لم ينفذ بعد.
المعادلة التي لم أجد لها وزناً صحيحًا إنما هي في الدعم الهائل والكبير الذي تقدمه الحكومة وبعض مؤسسات القطاع الخاص للرياضة العمانية من خلال البنى التحتية من مجمعات رياضية وملاعب للأندية بمرافق ومقار تنتشر في كافة ربوع السلطنة ولا زالت وزارة الشؤون الرياضية تطرح المناقصة تلو الأخرى لتشييد مرافق في هذا النادي وصيانة في تلك المنشأة الرياضية وهكذا، هذا عدا الهيكلة الرياضية التي تدير الرياضة العمانية من وزارة ولجنة أولمبية واتحادات ولجان رياضية في شتى أنواع الرياضات و 44 ناديا رياضيا مشهرا وأخرى خاصة وفرق أهلية قاربت 1300 فريق أهلي مشهر تلقى رعاية خاصة من الوزارة ووزيرها الذي ما فتئ يقدم الدعم لكل من يحتاجه من المؤسسات الرياضية والرياضيين، إذا أين يذهب كل هذا؟!!!، وما هي المُحصلة؟.
نعم الرياضة تحتاج إلى موازنات ضخمة لضمان ديمومة إنجازاتها وإجادتها وتفوقها كون "المال عصب الرياضة"، ولكن ومع الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد فهناك أولويات أخرى، ولكن أين هو العامل البشري من هذه المعادلة؟ وما الذي يمكن أن يقدمه؟ ومساحة الإبداع في التفكير خارج الصندوق عن طرق وأفكار ورؤى جديدة تعمل وفق المتاح وتسخره من أجل النهوض بالرياضة والقفز بهاكـ"منتج" يُمكن به رفد اقتصاد الدولة والفرد على حد سواء؟ألم يأن الوقت بعد لأن يرحل ذوو العقول المتحجرة التي ما زالت تعيش عصر "الديناصورات" التي انقرضت وهؤلاء ما زالوا متشبثين بمفاصل الرياضة العمانية وينتشرون في كل مؤسساتها بلا استثناء، أقصى ما يفكرون به هو البقاء في مناصبهم والسفر وتغيير التشريعات والقوانين وتطويرها ومصالحهم وأيضًا تصدر واجهات وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي أحيانًا تفضح عقم تفكيرهم إلا ما ندر وإلا لما وصل الحال بنا أن يطلب حكم مباراة في كرة القدم أن تغطى حفرة بالملعب بالرمل أثناء المباراة!!، فأين القائمون عليه؟!!.
قطار الرياضة العمانية عتيق جداً ولا زال يسير بالفحم، ولا أعتقد أنّ مصدر طاقته هذا يمكنه أن يجاري قطارات تسير بالكهرباء وتنطلق بالسرعات العالية، أسعدنا منتخبنا في يناير الماضي وحقق لقب الخليج ومتفائلون بأن يسعدنا في يناير القادم في المعترك الآسيوي لينسينا بعضًا من هموم رياضتنا.