أحمد السلماني
تَشْهَد القارة الآسيوية في يناير المقبل، وبالعاصمة الإماراتية أبوظبي، أكبر حدث كروي لها؛ بانطلاق النهائيات الآسيوية بمشاركة 24 منتخبا، ولأول مرة في تاريخ البطولة. وتسابق منتخبات القارة شرقها وغربها الزمنَ من أجل الوصول للجاهزية التامة لمنتخباتها في خوض المنافسات، والذهاب بعيدا في البطولة.
وطبيعي جدًّا أن نشهد الحضور الفني والقوي للقوى الكروية الآسيوية التقليدية، ولكن يبقى حقُّ المنافسة على كأس آسيا حقًّا مشروعًا لكل منتخباتها، وربما سنشهد هذه المرة بروزا استثنائيا لمنتخبات كانت ولا تزال تُناضل وتسعى لمزاحمة الكبار وقد تفعلها، هذه ستحدُث فقط للمنتخبات أو الدول التي أخذت بأسباب التفوق والفوز، وسخرت كل مقدراتها وإمكانياتها من منتخب مقاتل ومؤهل بجهاز فني عالٍ، وإدارة واعية وجماهير ومؤسسات داعمة له؛ من أجل أن تُترجم ذلك ولو بالتأهل للأدوار المتقدمة.
وهنا.. أطرحُ تساؤلًا مهمًّا جدًّا على اتحاد كرة القدم أولا: هل هناك خطة عمل متكاملة تشمل جهوزية المنتخب وتوجيه الإعلام الرياضي نحو دعم الأحمر والمؤازرة الجماهيرية المتوقعة، وأيضا الدعم الحكومي والأهلي، خاصة القطاع الخاص للمنتخب؛ لضمان حضور قوي له في البطولة؟!
هنا.. أنا لا أنتظر إجابة، فقط "ذكِّر فإنَّ الذكرى تنفعُ المؤمنين"، نعلم ونُدرك يقينا أنَّ المنتخب سيصل لجهوزيته التامة فور انطلاق البطولة، بعد أن أطلق "الكهل" الهولندي فيربيك في مايو الماضي خطة إعداده، وكلنا يؤمن بقدراته الفنية والتكتيكية العالية، بعد أن اكتسب ثقة الوسط الكروي به. أما الإعلام الرياضي المسؤول، فهذا كان ولا يزال يوجِّه حبرَ أقلامه باتجاه دعم منتخب السلطنة، كما هي الحال قبل أي بطولة، وبمسؤولية كاملة، هذا عدا المبادرات الجميلة التي أطلقتها بعض المواقع الإلكترونية من هاشتاجات وغيره، بمعنى أكثر دقة فإن "الآلة الإعلامية الرياضية" موجَّهة نحو دعم المنتخب، ولا يمنع بالمطلق أن يبادر اتحاد الكرة للاجتماع بها، لتوحيد الرؤية، وخطة العمل، فـ" الأحمر" خط أحمر.
ولقد ضربتْ الجماهير العُمانية أروع الأمثال في "حب الأوطان" عندما زحفت برًّا وجوًّا خلف منتخبها في كأس الخليج بدولة الكويت قبل عام، وتوج بها الأحمر بمساهمة منها، غير عابئة بوعثاء السفر، فما بالكم والبطولة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أكاد أجزم بأنَّ الجماهير العُمانية ستنظر إليها وكأنها في البريمي أو شمال الباطنة، وستزحف بعشرات الآلاف، وهذه ستحتاج إلى تنسيقات وترتيبات لتحركاتها، خاصة فيما يتعلق بالدخول والخروج من المراكز الحدودية بسلاسة وسهولة ويسر، فضلا عن الشكل الحضاري المعهود والمعروف عنها عندما ترحل للبلدان الأخرى؛ لذا ينبغي على اتحاد الكرة التنسيق مع الجهات ذات العلاقة وروابط الجماهير في هذا الشأن من الآن.
تبقَّت نقطة في غاية الأهمية، وهي الدعم الأهلي للمنتخب وجماهيره في هذه البطولة الآسيوية المهمة، فهل ستنتظر بعض المؤسسات أن يُحقق المنتخب النتائج الإيجابية حتى تنتفض وبطريقة انتهازية، وتلبس حينها لباس الوطنية لتستفيد من الحدث في إبراز نفسها، وترتقي على الموجة لتجَامِل الحكومة والجماهير، أم أن هناك مبادرات حقيقية من القطاع الخاص والأهلي لدعم المنتخب في معركته الآسيوية، ترد للوطن شيئا ولو يسيرا من جميله؟!!
سؤالان بريئان على الطائر: هل هُناك من برنامج أو خطة تسويقية باتحاد الكرة من أجل ذلك؟ وزارة الشؤون الرياضية، أين هي من كلِّ هذا؟ لننظِّم عملنا، ثم بعد ذلك يحق لنا أن ننتظر النتائج.