لا تقولي شيئا


رياض الشرايطي | تونس

سعيد دائما ،،
أأجهدك اللّيل ،؟؟؟
أأجهدك تشظّي كلامي في الفراغ ،؟؟؟
أأجهدك سقوطي في قعر أناي ، ؟؟؟
أأجهدك صبّاري المرميّ على خانات صوتي ،،؟؟؟
نامي،
الصّباح يجهدني ،
والقهوة المرّة تستفز آلامي ،،،
كم هي مشذوبة حرارة النّهار ،
وكم من صندوق يخزن تسكّع الوله الأعمى فيّ ،،،...
سعيد دائما،،
جراحك تتفتّح اللّيلة ياسا و ماء في صوتي ،،
للنّحل ،إن شاء ،
لعق شهدي المرميّ على فجاج أنهار لوعتي ،،،
أصمتي،
لا تقولي شيئا ،
فالخطاطيف وشت بحلة الكمد التى تلبسين ،،
فقط إخلعي ثوب السّواد و أنخرطي في دمي ،
كل الأطيار
والمرجان
والبحار
و الأمواج
والرّياح
والأقحوان ،
أعدّو لك الرّحلة ،
عارية إلاّ  منك ،
في مهجتي و في مساقط النّقاء ،،،،
لا تقولي شيئا،
ضعي رأسك على صدري،
واتركي الكلام قليلا ،،،
أما سمعتي البحر فيه بإسمك يغنّي،؟
أما سمعت دمي يرتّل قصائد من ضوء إليك ؟؟؟
لا  تقولي شيئا ،
يا امرأة تعيد صياغة إستدراج الرّيح للْسُّكْر ..
حضورك قوافل وقت
تتمشّى فوق أجنحة فراشات الدُّجَى ،،
مقيم أنا على حافة ولهي
وطيور الشّوق تراودني،
فأبلل بصوتك شهوتي البكر،
وأتفرّغ للموت فيك ـ،،،،،
لا تقولي شيئا،
يا سيّدة ضجيج الصّمت في دمي،
هي هجعة حصاري النّوري بك ،
آهلة بغنج الرمّان في أنفاسي ،
يا سيّدة تيهي،
كل الصّباحات تأتيك مضمّخة بي،
وبأعضاء الرّيح،
فمدّي في غوري أصابعك،
حقول ماء اللّيل تترقرق بين شفتيك،،،
مدّي في غوري كلّ ما ملكت
من مفاتيح الموسيقى،
وأصغي لي تحت عظامي ،أغنّي ،،،،
لا تقولي شيئا ،
تستيقظ نخلة ،
وثبت يوما في صرختي ،
وتنأى في أنفاق الغواية ،،
تكلّمني عن مساءات
مقفرة تنحدر من جغرافية توجّس ساعات الخشية ،
وتحفظني في منعرجات الهذيان ،،،
ناري مباركة قالت ،
وشهوتي منعوقة في سماوة صدرها قالت ،،
و إنبرت تلتذّ من هتك أسرار الأبنوس
الرّصين المشابك لشرفتها ؛،،،،
استوي في عروقها
بعضي ،يلاحق بعضي ،
وأهديها أضلعي ملآنة بمعنى الفراشات ،
وبأوشحة هائمة في عظام النّهارات ،،،
لك الآن أن تنخرطي في دورق تفّاح منشغل بك ،
ولك فواتح الماء
المنسكب في لفحات شرق يتخفّى بجدائلك ،
ويحرث جنون أنين عشق ملتحفا بك .....
سعيد دائما،،
لا تقولي شيئا ،
باب للمتاه فوق راحات أصقاع الضّوء ،،
باب يصقل منفذ الرّيح لتجاعيد البحر ،،
باب لصرخة الجلّنار في حنجرة صوت التّراب ،،
باب لأهداب محبّات أثمار رحلة أشعّة فصول الحنين ،،
باب لثوبك الموغل في خطوط النّوء على جسدك ،،
باب يفجّج الهروب في تفاصيلك
ويحيك ميلادا بين ضفائرك،، ،
تضيق امتدادات الرّؤى..
وتفصح عن نشوة إرتخاء العسل بين شفتيك ،،
تدخلين ردهة ساعات إيقاع لغة البدء ،
و تسكبين للمارين حذو شبّاكك
قصائد من وحي العصافير و شقائق النعمان .......
نامت في الأغنيات أصواتا
لبست عمق ينابيع العذارى ،
وتوسّدت أعتاب صهيل الماء
في نتوءات الملح ،،
زادها أحلام الوقت بترتيب الفصول كما يشتهي ،،
و ريحا محمّلا بشذى فيض العشق ،
في أوردته يحبل الزّبد ،
فيجيء من أقصى نداه شالك
المنعوق في سديم المسافة ،
و على كفّي يئنّ ،،،
لهذه الأزقّة المبلولة بغربة الشّيح
أفتح دربا عار من الخطى ،
ينتهي بك ،
وأعيد هندسة وحدتك
حتى أفضي لك بعتاب النّرجس
حين غبت في رقاع القائلين بوحشتك ،،،
في هذه ا الأزقّة المبلولة بك أمتطي عشقك و أمرّ ......

 

تعليق عبر الفيس بوك