الأندية الرياضية بين الواقع والمأمول

 

سالم بن لبخيت محاد كشوب

تلعب الأندية الرياضية دورا مهما في خدمة المجتمع المحيط بها واستقطاب العنصر الشاب لممارسة هواياته المختلفة سواء أكانت رياضية أو ثقافية أو اجتماعية، وبالتالي تُعد هذه الأندية متنفسًا للكثير من الشباب لقضاء أوقات الفراغ والعمل على صقل مهاراتهم وخبراتهم ورفد المنتخبات الوطنية باللاعبين في مختلف الألعاب والأنشطة وبالتالي تقع عليها مسؤولية كبيرة أولاً بالتواصل المستمر مع المجتمع وتوعيته بالدور الذي تقوم به وحث الشباب على الانخراط في مختلف الأنشطة والفعاليات التي تنظمها وتقدمها هذه الأندية والعمل على خلق قنوات تواصل مستمر مع مختلف فئات المجتمع وإشراكه في الخطط والبرامج المنفذة.

إلا أن المتابع لأوضاع أغلب الأندية في السلطنة يجدها تواجه العديد من المعوقات والصعوبات، جزء منها يتعلق بالشأن الداخلي لإدارات تلك الأندية والعاملين بها والجزء الآخر يتعلق بمدى تعاون ودعم الجهات ذات العلاقة بهذه الأندية لتطوير الخدمات المقدمة من قبل الأندية وتفعيل دورها في خدمة المجتمع ورفد الرياضة الوطنية بمواهب شابة تساهم مع التأهيل والتدريب الملائم في تحقيق العديد من الإنجازات الوطنية في مختلف المشاركات.

ولو نظرنا إلى الشأن الداخلي لأغلب الأندية نجد أن اهتمامها يتركز في الجانب الرياضي في بعض الألعاب الرياضية وإغفالها وعدم الاهتمام بالجانب الثقافي والاجتماعي وربما يرجع السبب في المقام الأول لضعف الدعم المالي المقدم لهذه الأندية وضعف الإمكانيات المادية لبعض الاستثمارات الخاصة بتلك الأندية وكذلك غياب العنصر المحترف المتخصص في الأجهزة الإدارية في هذه الإدارات حيث إن العاملين في تلك الإدارات عملهم تطوعي في الغالب وهذا لا يعفي الأندية من مسؤولياتها في هذا الجانب سواء من خلال العمل على زيادة العائد من الاستثمارات الخاصة بها أو البحث عن رعاة وجهات تساهم في تقوية الميزانية السنوية لها لاسيما ما نراه للأسف من بعض إدارات الأندية التي تصرخ من قلة الدعم المقدم لها وبالمقابل نجدها تبرم عقود بمئات الآلاف وتقع في طائلة ديون كبيرة نتيجة هذا الهدر المالي غير المبرر في نشاط أو لعبة معينة وبدون تحقيق أي مردود حقيقي، مما يؤدي إلى ضعف الاهتمام بالأنشطه الأخرى التي من المفترض أن تنال نصيبا من الاهتمام، إضافة إلى قلة الكادر المتخصص في أغلب الإدارات بالسلطنة، مع يقيننا التام بأنّ الكثير من هذه الأندية مستمرة بسبب دعم المحبين لتلك الأندية والداعمين لها ولولا هذا الدعم والمبادرات الذاتية سواء بشكل مادي أو بشكل عمل تطوعي لما تمكنت هذه الأندية من الاستمرارية في العمل.

الحديث عن الأندية بالسلطنة حديث ذو شجون وبحاجة إلى المزيد من المقالات والكتابات لإلقاء المزيد من الضوء على هذا الموضوع الهام الذي يستهدف مختلف شرائح المجتمع وندرك مسؤولية الأندية ودورها الهام لخدمة أبناء المجتمع واستقطاب المواهب في مختلف الأنشطة والعمل على القضاء على الكثير من الظواهر السلبية نتيجة وجود أوقات فراغ لهؤلاء الشباب والاستفادة من هذه الطاقات الشابة لخدمة المجتمع والمنتخبات الوطنية وبالتالي مسؤولية تفعيل وتطوير العمل بهذه الأندية مسؤولية مشتركة بين إدارات هذه الأندية من خلال وجود خطط وبرامج لمختلف الأنشطة وإشراك المجتمع في هذه الخطط والبرامج ومع الجهات ذات العلاقة من خلال توفير المناخ الملائم للعمل والدعم المناسب لتنفيذ الخطط والبرامج التي تساهم في رفد المنتخبات الوطنية بمواهب قد يكون لها دور في المستقبل في تحقيق العديد من الإنجازات لاسيما وأن السلطنة ولله الحمد ولادة للمواهب والكفاءات في مختلف المجالات ومع الاهتمام ومزيد من الاحترافية في التخطيط والدعم بالإمكان جعل هذه الأندية رافدا للاتحادات والمنتخبات بكوادر وطنية تقدم لها الإضافة وتحقق المزيد من الإنجازات للسلطنة في مختلف المجالات وبالتالي المساهمة الإيجابية في خدمة المجتمع والأندية والمنتخبات الوطنية.

تعليق عبر الفيس بوك