القادة يوجهون بوضع "خارطة طريق" لتفعيل التكامل وتعزيز أمن واستقرار دول المجلس

"إعلان الرياض" يؤكد التمسك بمجلس التعاون الخليجي ووحدة الصف لمواجهة التحديات

...
...
...
...

◄ السيد فهد: السلطنة بقيادة جلالة السلطان تؤكد دعمها لمسيرة مجلس التعاون والحفاظ على المصالح العُليا

◄ الزياني يؤكد أهمية تماسك "مجلس التعاون" والعمل من أجل استقرار المنطقة

الرياض- العمانية

اختتم أصحاب الجلالة والسُّمو قادة دول مجلس التعاون مساء أمس أعمال القمة الـ39 التي عُقدت بقصر الدرعية بالعاصمة السعودية الرياض، ونيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- شارك صاحب السُّمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في الجلسة الختامية لمؤتمر القمة.

 

وأكد قادة دول المجلس في البيان الختامي للقمة "إعلان الرياض" التمسك بمجلس التَّعاون لمواجهة التحديات في المنطقة والحرص على قوة مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه. وتلا معالي الدكتورعبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية البيان الذي قال فيه: "بعد سنوات عديدة على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية تثبت المخاطر التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والتحديات الاقتصادية التي تمر بها أهمية التمسك بمسيرة المجلس المباركة وتعزيز العمل الجماعي وحشد الطاقات المشتركة لمواجهة تلك المخاطر والتحديات وتلبية تطلعات مواطني دول المجلس في تحقيق المزيد من مكتسبات التكامل الخليجي". ولفت البيان إلى النظرة الثاقبة للقادة الذين تولوا تأسيس هذا المجلس في مايو 1981؛ حيث نص النظام الأساسي الذي أقره المؤسسون على أنَّ الهدف الأسمى لمجلس التعاون هو "تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها وتعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات".

وأوضح أن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس يؤكدون حرصهم على الحفاظ على قوة وتماسك ومنعة دول المجلس ووحدة الصف بين أعضائها لما يربط بينهم من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية والتاريخ العريق والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمعها وتربط بين أبنائها.

وذكر أن القادة وجهوا بوضع خارطة طريق تشمل تفعيل الإجراءات اللازمة لتحقيق رؤية القادة بتحقيق التكامل بين دول المجلس ووضع الأسس لتأطير وتنظيم علاقات الدول الأعضاء مع المجتمع الدولي.

وفي المجال الاقتصادي، وجه القادة بالالتزام الدقيق بالبرامج الزمنية التي تم إقرارها لاستكمال خطوات التكامل الاقتصادي بين دول المجلس والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية وإزالة كافة العقبات والصعوبات التي تواجه تنفيذ قرارات العمل المشترك وعلى وجه الخصوص تذليل العقبات في طريق استكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي وإصدار الأنظمة التشريعية اللازمة لذلك بهدف تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول المجلس بحلول عام 2025. وفي مجال الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون ذكر البيان "أن تعيين قائد القيادة العسكرية الموحدة لمجلس التعاون خطوة مهمة لاستكمال المنظومة الدفاعية المشتركة ووجه أصحاب الجلالة والسمو بسرعة إنجاز جميع الإجراءات الخاصة بتفعيل القيادة العسكرية الموحدة ومباشرتها لمهامها وإنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية بهدف تأسيس القيادة العسكرية الموحدة على أسس إستراتيجية متينة وتأهيل القيادات العسكرية الخليجية لأداء تلك المهام". وفي المجال الأمني أكد القادة "أهمية الدور المحوري لمجلس التعاون في صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة ومكافحة التنظيمات الإرهابية من خلال التكامل الأمني لدول المجلس والتصدي للفكر المتطرف من خلال تأكيد قيم الاعتدال والتسامح والتعددية وحقوق الإنسان والالتزام بسيادة القانون وإرساء قواعد العدل المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف والتقاليد العربية الأصيلة". وشدد القادة على الأهمية القصوى لبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة لمجلس التعاون تستند إلى النظام الأساسي للمجلس وتعمل على حفظ مصالحه ومكتسباته وتجنبه الصراعات الإقليمية والدولية، معربين عن دعمهم للقضية الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني وحرصهم على مد يد العون للأشقاء في اليمن وكافة الدول العربية بما يُحقق لتلك الدول الأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي. وذكر البيان أنَّ القادة وجهوا بتعزيز الشراكات الإستراتيجية وعلاقات التعاون الاقتصادي والثقافي والتنسيق السياسي والأمني بين مجلس التعاون والدول الصديقة والمنظومات الإقليمية الأخرى بما ينسجم مع المُتغيرات في النظام الدولي وبهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وأوضح أن القادة أكدوا على الدور المهم المنوط بالمواطن في دول المجلس وبقطاع الأعمال والمرأة والأسرة الخليجية والمنظمات الأهلية للحفاظ على مكتسبات مسيرة المجلس وتقديم المقترحات البناءة لدعمها وتعزيزها وتنفيذ القرارات والتوجيهات التي أصدرها أصحاب الجلالة والسُّمو في هذه القمة.

وافتتح أعمال القمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية رئيس الدورة الحالية للمجلس؛ حيث ألقى كلمة أعرب فيها عن بالغ الشكر والتقدير لصاحب السُّمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت على ما بذله من جهود موفقة خلال رئاسته للمجلس الأعلى في دورته السابقة لتعزيز المسيرة المُباركة لمجلس التعاون. عقب ذلك ألقى صاحب السُّمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت كلمة أشار فيها إلى الأوضاع التي تعيشها منطقتنا والتحديات الخطيرة التي تواجهها وتصاعد وتيرتها المقلق، الأمر الذي يدعونا أن نجسد وحدة كياننا وأن نعزز عملنا المشترك لدعم مسيرتنا.

عقب ذلك ألقى معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية كلمة أشار فيها إلى أهمية تماسك مجلس التعاون والعمل من أجل استقرار منطقة الخليج. كما ألقى صاحب السُّمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على استضافته لهذه القمة، كما نقل سُّموه تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- لأخيه خادم الحرمين الشريفين وتمنيات جلالته الطيبة للأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية الشقيقة وأن يمن على المملكة بكل خير. ودعا سموه قادة دول مجلس التَّعاون إلى العمل بما جاء في كلمة صاحب السُّمو أمير دولة الكويت والتى جاءت معبرة ويقتدى بها في عمل مجلس التعاون، راجياً سُّموه أن تتجسد هذه المعاني كلها إلى واقع، وأن يحمي ربنا هذا المجلس ويوفقه دائمًا لكل خير.

عقب ذلك رفعت الجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ حيث عقدت جلسة مغلقة اقتصرت على القادة. وناقشت القمة عدداً من الموضوعات التي تهم مسيرة العمل الخليجي المشترك إلى جانب التقارير والتوصيات المرفوعة من قبل اللجان الوزارية وفرق العمل في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والقانونية، بجانب العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة وتطورات الأوضاع في المنطقة.

وكان صاحب السُّمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء قد غادر إلى الرياض في وقت سابق أمس لترؤس وفد السلطنة في مؤتمر القمة. وكان في مقدمة مستقبلي سُّموه والوفد المرافق لدى وصوله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وعدد من أصحاب المعالي الوزراء وعدد من كبار المسؤولين السعوديين من مدنيين وعسكريين. ويرافق سُّموه وفد رسمي يضم كلا من معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية ومعالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة ومعالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير الشؤون القانونية. كما يضم الوفد الرسمي عددًا من المسؤولين في الحكومة.

وأدلى سُّموه ببيان صحفي لدى وصوله، قال فيه: "إنه ليشرفني أن أشارك نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بترؤس وفد السلطنة في مؤتمر القمة التاسع والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون الخليجي الذي ينعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وأن أنقل تحيات جلالته إلى إخوانه القادة وممثليهم، مقرونة بالتمنيات الطيبة للمؤتمر بالتوفيق في تحقيق الأهداف المرجوة". وأضاف سموه قائلاً: "إن التطورات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية تحتّم أهمية التعامل معها وفق رؤية مشتركة تأخذ في الحسبان خصوصية التجربة الخليجية وتوجهاتها الخيّرة نحو مستقبل أفضل للشعوب الخليجية يسوده النماء والاستقرار". وأكد سُّموه أن مجلس التعاون حقق منذ تأسيسه عام 1981 وحتى الآن العديد من المنجزات التي تتطلب المحافظة عليها من خلال تعزيز مجالات التنسيق المشترك، حفاظًا على المكانة المتميزة التي حققها المجلس. وشدد سُّموه على أن سلطنة عُمان بقيادة جلالة السلطان المعظم لتؤكد دعمها لمسيرة مجلس التعاون، وسعيها المستمر للحفاظ على المصالح العُليا لدول المجلس، من أجل تحقيق طموحات الأجيال الحاضرة والمُتعاقبة. واختتم سُّموه التصريح قائلا: "والسلطنة إذ تعرب وبكل اعتزاز عن تقديرها البالغ للمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادةً وشعبًا، لتدعو المولى عزّ وجلّ أن ينعم على الشعب السعودي الشقيق وكافة شعوب المجلس بالمزيد من التقدم والازدهار. والله ولي التوفيق".

إلى ذلك، شارك صاحب السُّمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في مأدبة الغداء التي أقامها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية تكريماً لإخوانه أصحاب الجلالة والسُّمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. حضر مأدبة الغداء الوفود الرسمية المرافقة لأصحاب الجلالة والسُّمو قادة دول مجلس التعاون ورؤساء البعثات الدبلوماسية وعدد من كبار المسؤولين السعوديين.

تعليق عبر الفيس بوك