حلقة نقاشية لتوضيح الفارق بين مفهوم المسؤولية الاجتماعية والاستثمار الاجتماعي للشركات

 

 

الرؤية - وليد الخفيف

تناولتْ الجسلة النقاشية الثالثة من مُؤتمر الاستدامة الأول، مفهوم المسؤولية الاجتماعية، وتوضيح الفارق بينه وبين الاستثمار الاجتماعي للشركات. وشهدت عرضَ أمثلة واقعية لتطبيق برامج المسؤولية الاجتماعية في الشركات العاملة بالسلطنة، كما تطرَّقت إلى التحديات التي تواجه المهتمين بالمسؤولية الاجتماعية من؛ حيث جمع البيانات وأفضل التقنيات المتبعة في تحليل العائد على الاستثمار.

أدار الحلقة منعم بن للاهم الرئيس التنفيذي لشركة الميدان المستدام، بمشاركة 4 متحدثين؛ هم: إيمانويل آنيمي المدير الإقليمي للاداء الاجتماعي بمنطقة الشرق الأوسط بمركز شل للأداء الاجتماعي، وراشد بن عبدالله النصري نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وعاطف بن سليمان العلوي مدير التواصل وأصحاب المصلحة بمجموعة نماء القابضة، وجاسم بن حسن العجمي رئيس الاستدامة المؤسسية بمصفاة الدقم، والدكتور خالد العامري أستاذ مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس.

وأكَّد راشد النصري أنه ومنذ صدور المرسوم السلطاني بتدشين عمل الشركة، يضع مجلس إدارتها المسؤولية الاجتماعية المستدامة كأولوية، لافتا إلى التدرج المتنامي من عام 1994 وحتى العام الجاري، وكيف تحول العمل التطوعي بالشكل التقليدي لمسؤولية اجتماعية مستدامة لها إستراتيجات وأسس وأهداف واضحة، وبرامج زمنية دقيقة. ولقد كانت المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال سبَّاقة في الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية المرتبطة منطقيًّا بالإمكانات المادية، غير أنَّ الشركة اهتمت بذلك قبل بناء المصنع، فشيَّدت مستشفى صور التي تخدم شريحة واسعة من المجتمع. وأضاف: إن وضع إستراتيجية معنيَّة بتحقيق هدف الاستدامة، بغض النظر عن استمرار مصدر الدعم الرئيسي، كان محل دراسة وافية أشركنا بها مؤسسات العمل المدني، واطلعنا على توجهات الحكومة الرشيدة، واستعنا بالوزارات والجهات ذات الصلة بالتطوير والتخطيط لوضع أطر إستراتيجية تتفق مع رؤية "عمان 2020"، وبرنامج "تنفيذ" وتوجهات الحكومة وتوجهات مؤسسات العمل المدني، ونجحنا في ذلك بتضافر جهود الجميع وحققنا معدلات النمو المتفقة مع الخطط الموضعة سلفا.

وأشار النصري إلى عملية الاستقصاء التي تبنتها الشركة بقصد تحديد المشرعات ذات القيمة لأكبر شريحة من المجتمع؛ لذا حرصوا على إشراك المعنيين بهذا القطاع وشرائح واسعة من المجتمع لبناء قاعدة بيانات، كما أن مساهمات المجتمع والشيوخ والأعيان وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والمكرمين أعضاء مجلس الدولة، كانت مفيدة في تحديد المشروعات المستهدفة، فضلا عن توصيات الأمم المتحدة؛ الأمر الذي أسهم في وضع إطار واضح للإستراتيجية وتحديد المعايير المتبعة في دعم المشروعات. وقد ركزنا على البرامج ذات الأهداف الواضحة، وعززنا ذلك بوضع مؤشرات أداء، ونحرص في شركتنا على ذلك منذ 9 سنوات. وأدركنا وجود مشروعات مجدية وتحمل عائد الاستثمار الاجتماعي، وركزنا عليها لتحقيق أكبر فائدة للمجتمع؛ لذلك أوقفنا بعض المشروعات مثل رعاية الاحتفالات لنركز في عمق الفائدة المستدامة.

وفي ردِّه على سؤال لمدير الجلسة حول طريقة التعامل مع الكم الكبير من طلبات دعم الأعمال الخيرية، قال النصري: نتسلم عشرات الطلبات يوميا، ونختار منها ما يتفق مع إستراتيجيتنا وأهدافنا المعلنة. ونفتخر بأن برامجنا شملت كل محافظات السلطنة. وأشار إلى أن عدم قبول بعض طلبات الدعم سبب حالة من عدم الرضا من جانب البعض، لافتا إلى أنَّ الشركة تعاملت مع ذلك بعقد حلقات عمل متواصلة؛ بهدف توضيح طريقة صياغة طلبات الدعم والرعاية بما يتفق مع معظم الإستراتيجيات التي تعمل بها الشركات؛ حيث لابد أن يتضمن الطلب الأهداف وآليات تنفيذ المشروع وعدد المستفيدين وسبل تحقيق الاستدامة؛ الأمر الذي فتح آفاقا جديدة أمام العديد من تلك المؤسسات التي أكدت استفادتها من حلقات عمل الاستثمار الإستراتيجي.

وووجَّه مدير الجلسة سؤالا لمدير التواصل وأصحاب المصلحة بشركة نماء القابضة حول سبل تطوير الإستراتيجة المستقبلية المحققة للاستثمار الإستراتيجي المستدام؛ فقال: إنَّ قياس الأثر الاجتماعي أمرٌ في غاية الأهمية لوضع الإستراتجية، إضافة للتركيز على الاستدامة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وهي امتداد لتقديم خدمات الكهرباء والمياه المعنية بها الشركة؛ فهناك ربط بين الأعمال التشغيلية والمسؤولية الاجتماعية.

تعليق عبر الفيس بوك