عائض الأحمد
عندما تسأل عن منظومة عمل داعمة ويتوقع منها أن تكون في مقدمة العمل الوطني وفي الوقت ذاته تظل متماسكة ومحتفظة بكل مكتسباتها تنشد الربح في كل حالاته وهذا حق مشروع فنحن نُخاطب القطاع الخاص ولكن ليس الخاص (جداً) نكرر دائمًا بأنَّ هذا القطاع أو (القاطع) أو(القطاع) بمعنى قاطعي (الأرزاق) ينفرد بدعم من كل الجهات وأتحدث هنا بصفة عامة من مشاهدة ومعايشة ومتابعة في كل دول الخليج العربي من تسهيلات تصل إلى المنح طويلة الأجل ولعشرات السنين.
الغريب حقاً أنَّ هذا القطاع يبتلع كل ذلك ثم يرد الجميل بتصدير كل مشاكله وإخفاقات مسيريه وكأن الجهات الحكومية ذات العلاقة المباشرة معه هي من تفسد توجهاته ودراساته العملاقة وأبحاثه العميقة التي يناقشها متخصصو الاقتصاد في ورش العمل اليومية المهتمة بذات الشأن.
أحبتي أن أردت أن تعرف ماذا في القطاع الخاص فعليك أن تزور مكتب (كومار) .
وهذه تذكرني بمقولة الممثل السوري الراحل نهاد قلعي في المسلسل الشهير صح النوم (إذا أردنا أن نعرف ما في إيطاليا فعلينا أن نعرف ما في البرازيل) قراءة منطقية تحدث عندما يكون أغلب من حولك لا يُفكر بالقدر الذي لا يجعله ينتظر أكثر من نهاية الثلاثين يوماً من كل شهر بمنطق الربح والخسارة الضيق الذي يعرفه.
الحقيقة التي يجب أن يعلمها المشرع أنّ هذا القطاع جبان وجبان جدًا وللأسف هذه حقيقة مؤلمة ومشاكله هنا ليست في الربح والخسارة مشكلته في إدارات لديها توجه يختلف اختلافا جذريا حد التضاد مع سياسات الجهات الحكومية التي تنادي بأن تحافظ على أرباحك وتعزز ذلك بشتى القوانين المساعدة في حفظ حقوق الطرفين ولكن!!!! الإشكالية هنا هي وبكل تجرد رؤية المسؤول الذي يأتي بثقافة بعيدة كل البعد عن مجتمعنا ويريد أن يربح مهما كلفه الأمر حتى لو وصل به الحال إلى إنهاء خدمات كل من حوله على أن يُدير هذه الأموال التي سمح له أن يكون صاحب القرار الأول والأخير فيها وكل من حوله (كمبارس).
هنا فقط تعلم أنّه يحقق أرباحاً شخصية على حساب منظومة عمل كاملة أو(شركة) عمرها الزمنى يفوق أعمار خمسة من أبنائه الذين يتقاضى مصاريف دراستهم الجامعية من أرباح تواجده على رأس العمل معززًا مكرماً ولكنه لا يريد تكريمًا لغيره في ظل عمل هو المسؤول عنه وحده فقط.
من غير المعقول أن يكون جل حديثهم كيف نحقق أرباحاً هناك أيضًا سؤال مهم آخر.
كيف لنا أن نستمر وكيف لنا أن نكون ذراعا تمتد برد الجميل بالمثل لهذا الوطن الذي فتح لهذه الشركات كل الأبواب للعمل دون قيود أو شروط بل على العكس تماماً هم الآن من يطلب إيقاف بعض التسهيلات وعندما يحصلون عليها يكون (صاحبنا) على متن الخطوط الأجنبية الشرق آسيوية يستمتع بما اقترفته يداه بحقنا.
لسنا دعاة عنصرية لنقول نحن هنا وأنتم لا مكان لكم على الرحب والسعة كل دول الخليج تستقبل الآلاف سنوياً للعمل ولكن حديثنا هنا القصد منه إضاءة لمن يهمه الأمر فقط.
والحديث يعلمه (كومار) جيداً فهو لم يأتِ لغير ذلك ونحن على علم أيضًا والفرق بيننا (ثقة) و(صلاحيات عمل) واتخاذ قرار قد يكون استبدال كومار بعمَّار ولم لا.
ومضة:
تخيل عزيزي (كومار) لوكنت في عقر دارك وفعلت كل هذا.