"عاش حبيب الشعب للشعب"

 

فايزة الكلبانية

 

عاشَ حبيبُ الشعبِ للشعبِ
بربه محروس
جميعُنا ندعوك ياربي
أحفظ لنا قابوس

ألحان وغناء: صلاح الزدجالي. كلمات: كريم العراقي.

 

لا تتسع كلماتنا للتعبير عن فرحتنا الكبيرة كلما نورت شاشات التلفاز بظهور وجه جلالة السُّلطان المُعظم- حفظه الله ورعاه-، نتباشر بإطلالته السامية فرحًا وألسنتنا تُردد "يارب.. احفظ لنا قابوس"، ولا تكتمل أفراح نوفمبر في عُماننا الغالية إلا بإطلالة قائد البلاد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس المعظم- حفظه الله ورعاه-، وها نحن اليوم نستبشر خيراً برؤيته يترأس اجتماع مجلس الوزراء، وفي أثناء زيارتنا لممارسات أعمالنا الإعلامية لدى مُختلف المؤسسات منذ دخول نوفمبر نجد كل مؤسسة تتفنن في تزيين مرافق المؤسسة بالأعلام والبالونات التي تحمل ألوان السلطنة ومُختلف الشعارات استعدادًا للحظات الفرح ومُشاركة بين الجميع في الاحتفال بهذه المُناسبة السعيدة والغالية على كل عُماني، وقد تزينت الطرق بأعلام السلطنة وصور جلالته بكل المحافظات، الطلبة صغار وكبار وفي مختلف الصروح التعليمية يستعدون لاحتفالات العيد الوطني 48 المجيد، رسائل دعوات يتنافس مصمموها في التفنن فيها والمزج بين ألوانها ومعالمها تتداول لحضور احتفالات متباينة لدى مختلف الجهات الحكومية والخاصة، فهذه هي أفراحنا النوفمبرية.

خطابات عدة ألقاها علينا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم في كل إطلالة له بمُختلف المناسبات، ونحرص على استرجاعها فيما بيننا وفي احتفالاتنا لنستمد منه الحكمة، ونذكر بعضنا في نصحه وإرشاده فهو الأب والقدوة والقائد، عبارته الحكيمة تحمل في طياتها الحكم والعِبر والنصح والإرشاد، ودروس أضاءت لنا طريق التميز والنجاح على مدار عُمر النهضة العمانية، حيث ركز جلالته في عددٍ من خطاباته على ضرورة الاهتمام بتنمية الموارد البشرية بكل ما تتطلبه المرحلة الحالية، وبالفعل إن الانتقال المنهجي من التركيز على مشاريع البنية الأساسية (الحجر) إلى بناء الإنسان بكل متطلباته من صحة وتعليم وتدريب وتأهيل وتوظيف هو ما يبحث عنه المواطن العُماني في الوقت الراهن، حيث إن المرحلة القادمة مرحلة انتقال حقيقي لتدريب البشر، وفي خطابات جلالته حرص وتأكيد على أنَّ كل عائدات البلد ستتوجه مستقبلاً نحو التنمية البشرية وهذا بالفعل يتطلب جهدًا مجتمعياً متكاملاً لتكون عُمان كما نُريد.

ففي الصباح الباكر من كل أربعاء.. مهما كانت انشغالاتي يظل تفكيري يردد سرًا وعلانية: "ماذا أكتب اليوم؟!" بالرغم من أنَّ الأفكار تتراقص في ذهني بشكل عشوائي وحيرى بين الاقتصاد والسياسة والاجتماع وتجارب الذات، فهذه عبارتي التي اعتاد من حولي سماعها مني، ويكاد البعض يُسابقني في السؤال "ماذا ستكتبين اليوم؟!".

افتح صفحتي البيضاء على جهازي المعتاد، وتلتف حولي أعلام السلطنة وشعارات العيد الوطني يتوسطها الرقم 48 المجيد، باعثة لقلبي تفاصيل الفرح والتي لابد من أن أترجمها إلى عبارات وأفكار ستتلاحم لتصنع لي بصمة وطنية خصصتها لأسرد فيها تفاصيل الفرح الوطني العماني وتكون بمثابة رسالة لسطوري المتواضعة في عدد الرؤية كل خميس عبر شاشة جهازي الملتف بأعلام السلطنة وأسرد أفكاري من خلال شاشته (منه وإليه أعود)، وكأن عقلي البشري تبرمج على هذه الشاشة ويأبى أن يسرد رسائلي إلا من خلالها كل عام.. ولكن في نوفمبر قبل أن نكتب عن أي مواضيع سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، لابد وأن نشارك بمداد أقلامنا أبناء عُمان قيادة وشعبا هذه الفرحة البهيجة احتفالاً بالإطلالة السامية، واحتفاءً بالعيد الوطني 48 المجيد، فكم نحن بحاجة لمشاعر الفرح أن تدوم في قلوبنا..وبين تفاصيل يومنا.