إشادات بدور المؤسسة في توفير البنى الأساسية ودعم المنتجات العمانية محليا ودوليا

"مدائن".. هوية تسويقية جديدة "للمناطق الصناعية" شاهدة على معدلات نمو متسارعة خلال 25 عاما

الرؤية - فايزة الكلبانية

نظمت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية، أمس، حفلا لتدشين الهوية التسويقية الجديدة لها باسم "مدائن"، احتفالا بمرور 25 عاماً على تأسيسها، تزامنًا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثامن والأربعين المجيد وتحت رعاية معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي، وزير التجارة والصناعة.

وبدأ الحفل بكلمة هلال بن حمد الحسني، الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، وقال فيها إن العام 1993 شهد صدور المرسوم السلطاني السامي رقم 4/93 بإنشاء المؤسسة لتكون استكمالا لمسيرة هيئة منطقة الرسيل الصناعية، وتكون مظلة في مجال بناء وتشغيل المناطق الصناعية المتخصصة والحاضنة الرئيسية للاستثمارات الصناعية وغيرها من الأنشطة الاستثمارية المكملة للقطاع الصناعي. وتمكنت المؤسسة للسنة العاشرة على التوالي، من تحقيق نمو في مؤشراتها على مختلف الأصعدة، سواء في عدد المشاريع الموطّنة في مناطقها أو حجم استثماراتها وعدد فرص العمل التي تم توفيرها بصورة مُباشرة وغير مباشرة في شتى أنحاء السلطنة، كما عملت المؤسسة خلال العشر سنوات الأخيرة على إضافة الكثير من مبادرات القيمة المضافة للمجتمع المحلي والشركات العاملة لديها، فلتعزيز تنافسية مناطقها، قامت بتأسيس مركز الابتكار الصناعي عام 2010 بهدف التطوير والتحديث المستمر على المنتجات العمانية واستخدام أفضل التقنيات الحديثة في عمليات التصنيع وبكافة مراحل العملية الإنتاجية، وقد تبنى البرنامج الوطني لتعزيز التنوع الاقتصادي –تنفيذ – تحويل المركز إلى شركة مملوكة للمؤسسة مع مطلع العام الحالي.

وفي مجال توفير أفضل الخدمات للمستثمرين، قال الحسني: إن المؤسسة عملت على إقامة مدن عمالية متكاملة لخدمة الشركات العاملة لديها، حيث تم افتتاح مشروع مساكن الراحة في منطقة الرسيل الصناعية، كما سيتم خلال هذا العام افتتاح مشروع مساكن منطقة صحار الصناعية، كما تم الانتهاء من مشروع المنطقة السكنية في منطقة ريسوت الصناعية، والعمل جار على تنفيذ المناطق السكنية العمالية بكافة مناطق المؤسسة، وفي مجال تبني مشاريع الشباب، أسست المركز الوطني للأعمال كحاضنة رئيسية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، من خلال تقديمه للدعم الفني والإداري واللوجستي والتوعوي للمشاريع الناشئة والأفكار المبتكرة بغية الوصول لمشاريع ذات نفع اقتصادي وقيمة مضافة للبلاد.

 

وفي سبيل تحفيز المستهلكين على شراء المنتجات والخدمات العمانية، وجعل المستهلكين العمانيين يفخرون بمنتجاتهم الوطنية، أشار الحسني إلى إدارة المؤسسة للحملة الوطنية لترويج المنتجات العمانية "عماني"، لبث الوعي بأهمية شراء المنتجات العمانية ومدى مساهمتها المباشرة في تعزيز دعم الاقتصاد الوطني، وتشجيع المستهلكين من المواطنين والمقيمين على شراء هذه المنتجات. وتماشيًا مع البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي – تنفيذ -  المنبثق عن خطة التنمية الخمسية التاسعة، وما تعكسه المؤشرات الإيجابية عن مساهمة المؤسسة العامة للمناطق الصناعية نحو زيادة الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ورفع درجة التنافسية، وتحسين الكفاءة، وإيجاد المزيد من فرص العمل لقوة العمل الوطنية؛ فقد أسهمت المؤسسة بتعزيز شراكتها مع القطاع الخاص لقيادة خطط المؤسسة المستقبلية والهادفة إلى تقديم زيادة مساهمتها بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في السلطنة، وتحقيق الآمال والطموحات المعقودة على قطاع الصناعات التحويلية كأحد أهم قطاعات التنويع الاقتصادي الواعدة وكافة القطاعات الاستثمارية المكملة للقطاع الصناعي، وانطلاقاً من ذلك سيكون دور القطاع الخاص في السنوات القادمة هو الدور الرئيسي في مجالات بناء وإدارة وتشغيل المناطق الصناعية والمناطق الاقتصادية المتخصصة التابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية.

وأوضح الحسني أن من المحاور الرئيسية التي اعتمدتها المؤسسة في نهج التعاون والشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص، إرساء نموذج جديد للإدارة والتشغيل قادر على جذب مطورين رئيسيين لكافة المناطق الجديدة، حيث ستعمل المؤسسة خلال العام القادم 2019 على طرح المناطق الجديدة للاستثمار في مجال التطوير، كما يجري العمل على جذب مطورين عالميين لبناء وتشغيل المناطق الجديدة في عدد من محافظات السلطنة، ويأتي ذلك تأكيدا لثقة المؤسسة في القدرات المتنامية للقطاع الخاص وقدرتها على المساهمة بمختلف مجالات التنمية، وتماشيا مع هذا التوجه، فقد تم تأسيس (شركة عمان للاستثمار والتطوير القابضة) لتتولى عمليات بناء وإدارة وتشغيل المناطق التسعة القائمة حاليًا حيث ستعمل بالشراكة مع مطورين محليين وعالميين على إدارة وتنمية المناطق القائمة والارتقاء بمستوى الخدمات المُقدمة فيها، واستكمال البنية الأساسية، وتوفير كافة الخدمات المساندة، إلى جانب قيامها بتوظيف وتدريب الشباب العماني. كما تم وضع خطة زمنية لتحويل المناطق القائمة حالياً تدريجياً إلى الشركة القابضة ومن المأمول أن يشهد عام 2019 تحويل إدارة وتشغيل أول منطقتين وهما منطقة الرسيل الصناعية وواحة المعرفة مسقط لشركة عمان للاستثمار والتطوير القابضة كمطور رئيسي لهما.

 

وتمَّ تدشين الهوية التسويقية الجديدة للمؤسسة من خلال عرض مرئي يوضح أنها تأتي كأداة جوهرية لتعزيز الثقة والاعتزاز بالمنجز العماني المتوارث على مر العصور، حيث تم اختيار اسم "مدائن" وهو جمع "مدينة" ويعني المِصْرُ الجامِعُ، لتمثيل شبكة من مدن أعمال عالمية المقاييس موزعة على مختلف محافظات السلطنة.

وأكد عدد من المسؤولين والمستثمرين في المناطق الصناعية أهمية الدور المحوري والحيوي الذي لعبته المؤسسة خلال الـ 25 عاماً الماضية في تنمية القطاع الصناعي في السلطنة، ودعمها الكبير للصناعة العمانية محلياً وخارجيا، حيث قال سعادة قيس بن محمد اليوسف، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان، إن تدشين الهوية الجديدة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية يساهم في تحقيق رؤية وأهداف المؤسسة بأفضل السبل المتاحة، كما تسهم الهوية في خلق العلاقة الإيجابية بين المؤسسة وجميع المستفيدين من خدماتها فهي تربط بين خدمات وأنشطة المؤسسة وبين رسالتها وهويتها في جميع المنصات الإعلامية والتسويقية.

ومن جانبه، أوضح أيمن بن عبدالله الحسني، رئيس اللجنة المنظمة لمعرض المنتجات العمانية (أوبكس)، أن الهوية التسويقية الجديدة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية تأتي في وقت استطاعت فيه المؤسسة تثبيت اسمها بنجاح على المستويين المحلي والخارجي من خلال ما تقوم به من جهود كبيرة ساهمت في تقدم الصناعة العمانية وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى السلطنة وتوطين رأس المال عبر تحفيز القطاع الخاص على المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والشاملة، وعمل المؤسسة المستمر على إدخال التكنولوجيا الحديثة وإكساب العاملين المهارة الفنية اللازمة لتطوير إنتاجهم وإيجاد فرص عمل جديدة بالإضافة إلى دعمها الدائم للمنتجات العمانية والصادرات وتنمية التجارة الدولية وتشجيع إقامة الصناعات التصديرية، وتنشيط القطاعات الاقتصادية الأخرى العاملة بالسلطنة.

وقال عبدالكريم بن حسن اللواتي، الرئيس التنفيذي لشركة آتكو للصناعات الغذائية، أحد المستثمرين في منطقة صحار الصناعية: تعد شركتنا من أوائل الشركات التي تأسست في منطقة صحار الصناعية عام 1994، حيث لمست الشركة منذ بداياتها الكثير من الخدمات المتطورة التي تقدمها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية من الأراض والمباني الجاهزة لأغراض الصناعة والتخزين حسب طلب المستثمر إلى الرسوم الرمزية التي تأخذها المنطقة الصناعية نظير إيجار تلك الأراضي، وقد توسعت شركتنا منذ انطلاقتها الأولى من أرض مساحتها 1800 متر مربع إلى مجموعة أراضٍ مساحتها الكلية تبلغ 11 ألف متر مربع. ولقد واكبت الشركة منذ تأسيسها التطورات التي حصلت خلال فترة الأربع والعشرين عاما الماضية في المنطقة.

 

تعليق عبر الفيس بوك