المؤتمر العالمي للنقل الطرقي.. خطوة إلى الأمام

 

سالم بن لبخيت كشوب

افتتح خلال الأسبوع الماضي بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض المؤتمر العالمي للنقل الطرقي بمشاركة أكثر من 1000 ضيف من 80 دولة حول العالم، بتنظيم من الاتحاد الدولي للنقل الطرقي والمجموعة العمانية العالمية للوجستيات "أسياد" وبالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات، بهدف رسم ملامح مستقبل قطاع النقل الطرقي واللوجستيات وتحت عنوان "الابتكار في النقل".. هنا الحديث ليس عن المؤتمر وما يتضمنه من أوراق عمل ونوعية المشاركين وحجم المشاركة، وإنما إقامة مثل هذا الحدث العالمي في السلطنة وفي قطاع واعد ومستهدف ضمن الخطة الخمسية الحالية أمر يبعت على التفاؤل والارتياح لعدة اعتبارات سأسردها لاحقاً في هذا المقال.

مما لاشك فيه ولله الحمد الموقع الجغرافي المهم للسلطنة يمكن الاستفادة منه في إحداث نقلة نوعية في القطاعات غير النفطية ورفع نسبتها في الناتج القومي للسلطنة حيث حظي القطاع اللوجستي باهتمام كبير من قبل الحكومة وبالشراكة مع القطاع الخاص من أجل تطويره وجعله من القطاعات الواعدة في السلطنة ولاسيما كما أشرنا سابقا هو أحد القطاعات الرئيسية التي يتم التركيز عليها والاستفادة منها بشكل أكبر في الخطة الخمسية التاسعة (2016 -2020) وهنا لابد أن نشيد بالدور الهام الذي لعبته وزارة النقل والاتصالات بالتعاون مع المجموعة العمانية العالمية للوجستيات (أسياد) ومختلف الجهات ذات العلاقة من خلال وضع الخطط التطويرية وتنفيذها والعمل على خلق شبكة متطورة في المجال اللوجستي بالسلطنة سواء في المجال البري أو البحري أو الجوي.

وبالتالي إقامة هذا المؤتمر الدولي بالسلطنة هي رسالة محفزة لتقدير العالم للدور الذي تقوم به السلطنة في هذا القطاع الواعد وكذلك فرصة للاستفادة من الخبرات العالمية المتواجدة طيله أيام المؤتمر وأيضًا التعريف بالفرص الموجودة بالسلطنة والجهود التي تقوم بها من أجل الارتقاء بالقطاع اللوجستي لاسيما وأن احتلال السلطنة المرتبة الـ 43 عالمياً في مؤشر الأداء اللوجستي العالمي لعام 2018م، متقدمة خمسة مراكز عن ترتيبها في عام 2016 ترجمة واضحة للجهود المبذولة في الاهتمام بالقطاع اللوجستي، حيث إنَّ رؤية السلطنة في أن تكون ضمن أفضل ثلاثين دولة على مستوى العالم في القطاع اللوجستي بحلول عام 2020 وهذا يتطلب بذل المزيد من الجهود سواء فيما يتعلق بتنمية وتطوير هذا القطاع والعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية في هذا القطاع والتعريف بالسلطنة كمركز لوجستي عالمي واعد يحظى بالكثير من الامتيازات.

كما إنَّ قطاع اللوجستيات يعد مكملاً ومرتبطاً بقطاعات أخرى سوف تنتعش وتستفيد بشكل مباشر أو غير مباشر من حجم الأعمال في هذا القطاع سواء القطاع السياحي أو الخدمي أو التجاري وغيرها من القطاعات وتوفير المزيد من فرص العمل، إضافة إلى أن إقامة مثل هذه الفعاليات المهمة في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض يعمل على التعريف بالمركز والامتيازات المتوفرة فيه وبالتالي جذب المزيد من الفعاليات المهمة إلى هذا المركز الواعد أن يكون مصدرا للكثير من الفرص الاقتصادية ويكون له مردود على مختلف المستويات والأصعدة.

ختامًا.. وُفِّق القائمون على إقامة هذا المؤتمر الدولي الهام في اختيار توقيت المؤتمر وهو يتزامن واحتفالات السلطنة ببشائر العيد الوطني الثامن والأربعين المجيد وما يعقبه من الافتتاح الرسمي لمطار مسقط الدولي، المقرر يوم الأحد (11 نوفبمبر)، والذي يعد نقلة نوعية في القطاع اللوجستي للسلطنة بما يحتويه من إمكانيات ضخمة توفر العديد من المزايا والفرص في هذا القطاع الحيوي، من جانب آخر يعد القطاع اللوجستي من القطاعات الجاذبة للاستثمار المحلي والخارجي وقطاعا مهما لتنويع مصادر الدخل لاسيما في القطاعات غير النفطية ومجالا مهما لتوفير المزيد من فرص العمل للباحثين عن العمل ورافدا مهما إذا تمت الاستفادة منه بالشكل المطلوب مع العديد من القطاعات الأخرى وبالتالي ينبغي أن تتضافر مختلف الجهود من أجل تذليل مختلف العقبات والمعوقات التي قد تواجه تطوير وتنمية هذا القطاع الواعد.

تعليق عبر الفيس بوك