نادي المضيبي الذي نريد

 

 

المعتصم البوسعيدي

لم تكد فرحة صعود نادي المضيبي لدوري المحترفين تحلّق في السماء، حتى عاودت النزول سريعاً إلى أرض الواقع الصعب.. واقع شتت الطموحات، وبدد الأحلام، ورسم على كرة القدم العنابية "جلباب" الإحباط الذي ظهر جليًّا مع بداية كارثية لموسم النادي الحالي في الدرجة الأولى.

إنَّ الحالة التي يمر بها النادي كرويًّاـ ليست استثنائية؛ بل حدثت وتحدث لأندية أخرى، سببها -حسب وجهة نظري- عدم وجود خط رجعة منذ التأهل لدوري المحترفين، لكن العزاء الذي يواسي هذه الحالة الكروية هو ذاك الضوء الذي بدأ يتجلى نوره، ويُستحبُ حضوره، ويبدو أنه ليس كالسراب المخادع، فالنادي قام بخطوات جديدة نحو تعزيز وجوده في المجتمع، ورمى على شباك الهوى حبه العذري، مع رجاء أن يكون حبًّا مُتبادلاً يقوده الإخلاص والانتماء، وبالتالي فصورة النادي الذي نريد ترنو في الأفق، والمؤشرات تقودنا للتفاؤل.

لقد أدركتْ إدارة نادي المضيبي -بقيادة شبابية ورياضية- أنَّ النادي ليس كرة فقط، إنما كيان يجب إيجاد هويته، ومن ثم ترسيخها في المجتمع الذي يحتاج أن يخاطب صوته الداخلي قبل الخارجي بأن النادي يمثله وهو منه وإليه، دون أن يكون هناك تطلب مباشر بالمسؤولية المشتركة على الأقل في المرحلة الحالية والتي تعتبر المرحلة الأولى لكسب الرهان.

المضيبي -كما ذكرت في مقال سابق، قُبيل التأهل التاريخي لدوري المحترفين- ولاية كبيرة في الأرض والبشر كمًّا وكيفا، وناديها يمتد -عُرفًا- بين أربعة قطاعات معروفة تغطي أكثر من خمسين فريقاً أهليا، وظل نشاطه -لفترة ليست بالقصيرة- يقتصر على النشاط الكروي والاعتماد على الفعاليات التي تأتي بها الظروف كالبرامج الرياضية وغير الرياضية لوزارة الشؤون الرياضية، فكان من الطبيعي أن يكون هناك بون شاسع وعلاقة غير مترابطة بين النادي ومحيطه. أما اليوم، فلا نستطيع إلا أن نشد على يد الإدارة؛ لمساعيها الطيبة، وفعالياتها المتنوعة، وتعاونها الملحوظ، دون أن نبرئها من سقوط النادي كرويًّا "فصديقك من يناصحك لا من يصاحبك"، وعلى النادي أن لا يقع في مغبة الدرجة الثانية، وأن يلملم أوراقه بتسريع عملية معالجة الاخطاء وتصحيح المسار وتبديل الأهداف؛ حيث لا ضير أن يصبح الهدف البقاء بدل التنافس، مع الاشتغال على بقية المساقات الاجتماعية والثقافية والرياضية، والتعاون مع الاتحادات واللجان الرياضية البارزة، ولقد شاهدنا مؤخراً تعاون جميل مع اتحاد ألعاب القوى، دون أن نغفل النشاط الإعلامي المتطور في التغطية الخاصة بالنادي خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي.

الإنسان بطبعه طمَّاع عجول، ونحن كمنتمين لهذه الولاية نطمع -دون تعجل- في تطور النادي، وملامسته لاحتياجات المجتمع، وتحقيقه للإنجازات على مستوى كل المجالات وبالقدر الذي نستطيع سنكون مع النادي قلباً وقالبا، كما أن الاستمرارية ووضوح الرؤية مع التنفيذ والمتابعة سيجعلان الطريق ممهداً للنجاح، وهذا ما ننتظره بإذن الله.