عائض الأحمد
لم أشاهد يومًا نقاشا إلا ووجت من يتحدث عن (عشوائية) إن لم تكن في وصف أداء فهي إسقاط بغية إخراج الشخص المقابل إلى العشوائية الحقيقية وإظهاره بمظهرها أمام الملأ، ثم إلصاقها بكل عمل يقوم به وكأنه خرج للتو من رحم عشوائيات تضرب بجذورها في أفكارنا وفي أغلب لقاءاتنا ثم تطول وتطول القائمة.
من هنا تجد أكبر تجمعاتنا تنشأ فى هذا المجتمع الفوضوي البعيد كل البعد عن التخطيط والبعد الإستراتيجي المستقبلي والحديث هنا عشوائي.
إن كانت نشأتك تتصف بتلك المفردة فماذا ننتظر منك بعد أن يتلبسك حرف (الدال) وإن شئت حرف (الميم) أو تلبستك اللغة العربية وزد عليها ما تريد أيها العشوائي.
إن تحدثت عن المرأة انبرى لك مناصروها وإن تحدثت عن الرجل صنفت من محابيها ومن دعاة الانقلاب على مبادئ الأمة الراسخة في نبذ كل ماهو دخيل ومحرض على الانفلات وإخراج المجتمع من أعرافه وتقاليده وإن كانت بالية حد التمزق وأنت تعلم ذلك يا عشوائي.
أكبر المدن العربية (تميزها) أحياؤها المنفلتة في سوء عشوائياتها وكأن سكان تلك الأحياء هم من اختارها دون غيرها عندما عرض عليهم الأفضل والأجمل والأكثر راحة.
أنعم بعشوائياتك ولا تنسف أحلامنا الصغيرة التي نترقبها يوما بعد آخر لنرى ذاك الأمل في نهاية حينا العشوائي المسكون بقصص كفاح لاتنتهي بؤس وألما.
ربما نختلف ونحن نسكن منزلا واحدا هل تعلم لماذا؟
لأنك تسكن في جزء منه وتدع لي جزئي الخاص بعشوائيتي المتجذرة في طبيعة ما تمارسه على الحياة من إقصاء مر وكأنه كتب علينا أن نحيا ونموت وعين المجتمع لا ترى منِّا غير ما تظهره مُخلفات فقرنا وحاجتنا إلى عشوائيات أخرى أكثر أنفاسا وأقل تنفسا.
لماذا تعيب على الناس فقرها وحاجتها إن سألت نفسك يومًا من وهبك كل هذا لتعيب عليهم فقرهم فصدى جدران منزلك سيرد عليك اتبعني أخبرك ولن تجد غير تلك العشوائية التي خلقتها أنت ومن معك فلا عيب كفاهم حاجتك ولا حاجة كفتهم سؤالك.
انتهي القول هنا وهناك كلام آخر ربما لن يُعجبك مصدره أنا وأنت وهم وكل من يقرأنا هنا.
ومضة:
تعلمنا كتابة الأحرف منفردة ثم نجمعها حتى تصبح كلمة ثم جملة فسطر كامل قد لا تفهمه ولكن بالتأكد هناك من يفهم.