صدمة.. وتكرار سقوط

حسين الغافري

يُوَاصل المنتخب الألماني مسلسلَ تراجعه هذه الفترة بعد خروجه من بطولة كأس العالم بروسيا، قبل أقل من 5 أشهر، في مفاجأة مدوية، وقتها ودّع المشوار من دور المجموعات رغم الترشيحات الأولية بوصوله إلى الأدوار النهائية ومنافسته على اللقب كعادته. المانشافت لم يتغير حاله منذ المونديال، وما زال تراجع مستواه مُستمرا، وهو ما نشاهد آثاره ببطولة دوري الأمم الأوروبية بعد صفعة ثقيلة تلقها أمام هولندا بثلاثية، ومن ثم سقوط آخر أمام الديوك الفرنسية أبطال العالم، وهو ما يطرح التساؤلات عند كثير من النقاد والمحللين وحتى الجمهور الواسع للمنتخب الألماني بحاله ومشواره، بنهاية حقبة لابد من تدخلات واسعة وجوهرية حتى ينهض على قدميه من جديد تنقذه وتعيده إلى ما كان عليه.

تاريخيًّا، المنتخب الألماني لم يظهر بهذه السقطات المتتالية التي هو عليها اليوم خلال عام؛ الأمر الذي يتطلَّب وقفة تعيد المنتخب إلى عهده السابق وحضوره الذي اعتدنا عليه، فمنذ أعوام كثيرة ظل الألمان في صدارة البطولات، فعلى أقل تقدير ومنذ العام 2002 الذي كان الألمان فيه وصيف العالم وفي المربع الذهبي عام 2006 عندما استضافت بلادهم النهائيات، ومن ثم تكرر المشهد في جنوب إفريقيا عام 2010 عندما خسروا بصعوبة أمام أبطال العالم وقتها المنتخب الإسباني، ليحققوا اللقب في العام 2014، وبأداء مثالي في البرازيل أثبتوا عن قدرات وإمكانيات ومواهب تكتملها الكتيبة الألمانية. هذا في كأس العالم فقط ولا يُمكننا تجاوز حضورهم اللافت أوروبيا في اليورو خلال البطولات المنصرمة.

المشكلة في المنتخب الألماني من وجهة نظري تتمثل في تراجع غالبية النجوم عن مستوياتهم المعروفة، الأداء على أرضية الميدان يُظهر ذلك، ومن ثم أن المدرب لوف كان اعتماده الكلي سابقاً على نجوم بايرن ميونخ الذين كانوا في كثير من المباريات يشكلون العمود الرئيسي بتواجد سبعة لاعبين أساسيين من النادي. الأمر تغير الآن واستمرار اعتماده على الأسماء ذاتها وتجاهله عددًا من النجوم لن يفيد، ألمانيا تمتلك المواهب وغالبية الأندية الألمانية بها أسماء تستحق أن تأخذ الفرصة، فكيف إذن حقق المنتخب بطولة كأس القارات 2017 إلا باعتماد لوف على الشباب الذين قدموا بطولة تستحق الإشادة، ثم إنَّه في ذات العام حقق الألمان بطولة العالم تحت 23 عاما، وهو ما يعني أن تعنت لوف مع ذات الأسماء التي قدمت بطولتي 2014 والبطولة التي قبلها لن يجدي نفعاً، الفريق لن ينجو من تكرار السقوط بهذه الطريقة إن لم يتم تدارك الأمر.

دعونا لا نستبق الأحداث؛ فالثقة في لوف تبدو مستمرة على الأقل حتى المباريات المقبلة. ولكن إن لم يتغير الأمر فمشوار لوف قد ينتهي بتكرار السقوط أو حتى بطبيعة الفريق وأدائه الباهت وإن حقق الفوز!