السقوط المروع للهوكي..

أحمد السلماني

تشير المصادر إلى أنَّ أول عهد رياضة الهوكي بالسلطنة كان العام 1932م، أي قبل ما يُقارب الـ 87 عامًا، وإذا تحدثنا هنا بالنظريات فمن المفترض أن تزاحم السلطنة على الصدارة وأن تصنف ضمن منتخبات النخبة بالعالم، إلا أنَّ واقع الحال والنتائج والأرقام والمؤشرات كلها تقول بأن اللعبة تهوي إلى مكان سحيق وبسرعة هائلة يصعب معها العودة بسهولة إذا ما علمنا أن اللعبة تتطور تقنياتها وخططها وطرق التدريب بها وتنامي الدعم المقدم لها يقابله ضمور وتراجع مريع لدينا هنا فنيًا، فضلا عن تقلص الدعم المقدم لاتحاد اللعبة حاله كحال بقية الاتحادات تحت وطأة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ورغم ذلك فالجهود حثيثة ومقدرة من قبل الوزارة واتحاد اللعبة في المحافظة على استمراريتها على أقل تقدير من باب أنها إرث رياضي هام.

والحق أنني أكتب هذا المقال على مضض وأتجنب قدر المستطاع الحديث عن اتحاد لعبة ما لأنه هو "الجاني والمجني عليه" في ذات الوقت، ولكنك تجد نفسك مضطرا لأن تتناولها، إذ إن النتيجة المريعة أمام الهند بولوج 11 هدفاً دون أن نحرز هدفا واحدا شرفياً كان صداها واسعا بالوسط الرياضي وغير مقبولة بعد 9 عقود، ويتحمل مسؤوليتها اتحاد اللعبة والإدارة الفنية للمنتخب والذي سبقته ورافقته هالة إعلامية تتحدث عن إمكانياته الفنية العالية، ربما هو كذلك أو العكس والحائر منا يستعرض نتائج منتخباتنا والأرقام وهذه لا تكذب.

النتيجة المدوية تلتها خسارة مستساغة من ماليزيا القوية 1 / 3 وحتى نكون مُنصفين فالجهود حثيثة لتطوير اللعبة والحفاظ على إرثها من قبل الوزارة من خلال الدعم المادي والذي لا يتناسب بالمطلق وحجم الصرف إذا ما علمنا أنها تحتاج إلى موازنات عالية وأيضًا من خلال برامج مراكز إعداد الناشئين والتي أضحت الرافد الأساسي للأندية من حيث تفريخ اللاعبين وانتشارهم بالأندية، وللمعلومية فإنَّ 9 أندية فقط تنشط بها اللعبة من أصل 44 نادياً بالسلطنة والغريب أن الجمعية العمومية لاتحاد اللعبة ليست من الأندية الـ9 فقط إنما من 24 ناديا أو يزيد، عجيب والله.

اتحاد اللعبة من جانبه يسعى لانتشار وتطور اللعبة ولكن أنى له ذلك بموازنة محدودة وعزوف كبير من الأندية عن تفعيلها ولولا أندية مسقط وظفار ومعها السلام وصحار من شمال الباطنة لاختفت اللعبة ومعها اتحادها، ولكم أن تتخيلوا أن موسما كاملا قد يتمكن اللاعب من لعب 15 مباراة فقط في حده الأعلى فأنى للمستوى الفني أن يتطور ونسبة الاحتكاك قليلة وضعيفة.

هذا غيض من فيض وممارسوها والمهتمون بها وهم كثر ومعهم اتحاد اللعبة يدركون أكثر مني حقيقة الوضع وإلى أين تسير سفينة أقدم لعبة تنافسية عرفتها السلطنة ومع ذلك سأتطفل قليلا وأرى أن نختار، إما إعادة بعث مشروع جديد للعبة وزيادة الدعم لها وإدارتها بفكر شبابي وقاد ومبدع في البحث عن "ذاتية الدعم" أو أن يسلم القبطان رئيس اتحاد الهوكي المفتاح لمعالي الشيخ الوزير ولن نسمع بالنتائج الكارثية مجددا، الخياران كلاهما مر ولكن الأول مؤكد أنه الأمثل عطفا على أن نسبة كبيرة من اللاعبين والمهتمين باللعبة ومنهم شخصيات تاريخية لاذنب لهم سوى أنهم عاشقون ومغرمون بها، وسلمتو.