المرأة تصنع الفارق

 

مدرين المكتومية

قطعت المرأة العُمانية شوطًا كبيرًا بفضل حكمة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-  منذ فجر النهضة، ما ساهم في تحقيق إنجازات عظيمة وكبرى بوجود المرأة في مختلف المجالات ومختلف الوظائف من الوزيرة إلى ربة المنزل.

وحين نتحدث عن المرأة فإننا وقبل كل شيء نؤكد على أنَّها نصف المُجتمع إن لم تكن المجتمع بأكمله، فهي الأم والأخت والزوجة والزميلة وكل ما تشترك فيه مع الرجل، المرأة ليست فقط كائنا بسيطا ضعيفا بل هي كائن ذو كفاءة وتفوق الكثير من الرجال، فتجدها تنجز أسرع وتبحث عن التميز والتقدم في المكان الذي توضع فيه، فإثبات الذات وتعريف الآخر بمكامنها الداخلية هدفها الأساسي، فالمرأة تجد نفسها دائماً تلك الشخصية التي يمكنها أن تمنح وتقدم وتضيف، فلديها من القدرات ما يمكنها من التكيف والتعامل مع مختلف المواقف التي قد تواجهها وتضطر أن تتعايش معها.

المرأة على الرغم من أنَّها تواجه الكثير من التقلبات على المستوى الداخلي إلا أن الله أعطاها الصبر والطاقة على تدبر ذلك، ولأننا نتعايش مع نساء قويات لم يرضخن للعثرات فإننا نتحدث عن الدعم الذي تحصل عليه تلك المرأة، بحيث إنها تستطيع أن تواصل حياتها بهذه القوة، فعندما تكون تلك المرأة عمانية فهي أحق من غيرها بأن تشعر بالفضل والامتنان لما هي عليه، فمنذ البدايات تلقت الدعم والتحفيز والتتويج من قائدها الذي لم يقف عند أي تحدٍ تواجهه إلا وقام بتذليله وتسخير كل الإمكانات في خدمتها، لذلك نرى عُمانيات نفاخر بهن أمام العالم أجمع، حيث استطاعت المرأة العمانية أن تحقق كثيراً من الإنجازات خلال الفترة القصيرة الماضية واقتحمت المجالات العلمية والعملية واستطاعت إثبات جدارتها وعزيمتها في منافسة نظيراتها من نساء العالم في مختلف دروب المعرفة، حيث نرى ونسمع كل حين أنّ هناك امرأة عمانية شقت طريقها العلمي والعملي لتنال مراتب سامية ويتم اختيارها من بين نساء متميزات، الشيء الذي يجعل التحدي قائماً لكل امرأة على هذه الأرض الطيبة تشق طريقها دون خوف وتردد.

ولأننا بصدد توجيه التحية إلى المرأة العمانية والاحتفال بإنجازاتها، كان لابد من ذكر قائمة بالنساء اللاتي استطعن أن يُسطرن نجاح المرأة العمانية، ومن بين الكثير من الأمور التي حققتها العُمانيات ونفاخر بها تعيين المكرمة الدكتورة منى السعدون عميدة لكلية الطب والعلوم الصحية في جامعة السلطان قابوس، وفوز الدكتورة سلمى الكندية عميدة كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس بجائزة فينوس للبحوث الدولية VIRA في مجال الكيمياء، كما فازت أمل الخروصية بجائزة المرأة العربية في حقل الإدارة المدرسية على مستوى الوطن العربي، وحصلت الطالبة ريا المسكرية بعد سنوات من التحصيل العلمي على شهادة الدكتوراه في الطب تخصص الهندسة الوراثية من جامعة كامبريدج العريقة، وتم اختيار الدكتورة أروى زكريا سفيرة للمنظمة الأمريكية لبنوك الدم كأول امرأة عربية بهذا المنصب، والدكتورة مريم الحراصية كأول عربية من الشرق الأوسط تحصد الدكتواره بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة أورجون في الولايات المتحدة في تخصص هو الأول من نوعه عن مناقشة العناية الذاتية والعوامل المؤثرة عليه لدى مرضى احتقان القلب بالسلطنة والشرق الأوسط، وتعد أيضا الطالبة رغد الطائي ذات الـ17 عاماً من الحالات النادرة التي تُقبل لدراسة الطب بالسنة الأولى مُباشرة في جامعة جلاسكو بسبب تفوقها في مؤهلIB  وحصولها على درجة عالية في الآيلتس والمُقابلة الشخصية.

فكل هؤلاء السيدات العُمانيات نلن من المعرفة والعلم الكثير ورفعن اسم عُمان عالياً، وبذلك نحن أمام نجاحات تتبعها نجاحات، خاصة وأنَّ المرأة بشكل عام لديها قدرات أكبر  للعطاء وهذا ما ننتظره منها خلال المرحلة القادمة، تلك المرحلة المليئة بالتحديات والتي حتماً سنتجاوزها بعطائها وعزيمتها، فكل عام وكل نساء عُمان بألف خير ونجاح، وتحية من امرأة تُؤمن بأنَّ كل نساء عُمان لا يحتجن لمن يقف معهن بقدر ما يحتجن لمن يؤمن بما يمتلكنه من قدرات.