إدمان الإنترنت مؤامرة أم مقامرة؟!


انتصار الحريري | مصر


ماكاد يفتح عينيه حتي تحسس هاتفه  بجواره، واطمأن قلبه عندما تأكد أنه يعمل …ارتسمت تلك الابتسامة على وجهه عندما بدت له تلك الرسالة …صباح الخير من صديقه المقرب …
يعكس هذا المشهد مدى تعلق أغلبنا بهذا الجديد وعالمه والتغييرات التي طرأت علي علاقاتنا وحياتنا بعده …
يُعرف علماء النفس إدمان الانترنت باستخدامه لمدة 38 ساعة أسبوعيا، وبالتأكيد تخطى أغلبنا هذا الحد من الإدمان!!
ويحدثنا استشاري علم النفس الأستاذ/ سعيد الزيني عن أسباب التعلق والجوانب السلبية والإيجابية للإنترنت… منها اللجوء إلى العالم الافتراضي (الإنترنت) فى البلاد العربية لأنها منغلقة فكريا ولايحظي مواطنوها بحماية لحقوقهم المشروعة إلا بوجود المال أو السلطة أو النفوذ فيما عدا هذا فلا مساواة ولاعدل بين أبناء الوطن الواحد…
إن الإنترنت يعد وسيلة للفضفضة سهلة قليلة التكاليف فى متناول الجميع الوصول إليها وإن الشخص يحدث صديقه وكأنه يحادث ذاته ويجد الطرف الآخر فى ظروفه نفسها الدينية والاقتصادية والأخلاقيه والاجتماعية.
إن الإنترنت الآن يعد من أقوى أسلحة الغرب ضد العرب فعندما أيقن الغرب أن الشعوب العربية عندما اتحدت فى حرب أكتوبر 73 حطمت خط بارليف ومعه أسطورة الجيش الذي لايقهر لن تهزمها قوى الغرب العسكرية مهما وصلت من تقدم وتنو؛ فاتجهت إلى تغيير الأفكار والقيم والاتجاهات منذ الصغر فى مراحل الطفولة وإضعاف الشباب العربي الذي يمثل قوة الشعوب العربية.
ومن خلال تجاربنا الشخصية وجدنا رجالا ينتحلون أسماء إناث ونساء ينتحلن أسماء رجال للتخفى بأسماء وهمية مع ارتفاع ملحوظ لاستخدام المواقع الإباحية من جانب البلدان العربي. وأما عن أعراض حالة إدمان الإنترنت فتشمل عناصر نفسية واجتماعية وجسدية، تؤثر على الحياة الاجتماعية والأسرية للفرد؛ فقد أظهرت العديد من الدراسات أن تلك الأعراض النفسية والاجتماعية لإدمان الإنترنت تشمل الوحدة، والإحباط، والاكتئاب، والقلق، والتأخر عن العمل، وحدوث مشكلات زوجية وفقدان للعلاقات الأسرية الاجتماعية، مثل عدم قضاء وقت كافٍ مع الأسرة والأصدقاء والهروب إلى الخيال.
كما يحدثنا أيضا استشارى علم النفس: سعيد الزيني عن آثاره الإيجابية كذلك ومنها:-
فهو وسيلة سهلة لاكتساب المعلومات من أي مكان وفى أي مجال، ومكتبة حيثما تكون، ووسيلة لتنمية المهارات واكتشاف القدرات ومعرفة بتاريخ الشعوب واطلاع على سيرة الاشخاص فى العالم كالعلماء والعباقرة، سوق للصفقات فى جميع المجالات بين الدول، سوق للتوظيف والتثقيف والتوظيف للأشخاص، ومجال خصب وفسيح للترفيه والتسلية، وبيئة مواتية للتوسع فى التواصل الاجتماعي عبر الدول والتعارف بين الشعوب، ووسيلة للتصالح وتقريب وجهات النظر بين الشعوب من خلال العلاقات الشخصية المباشرة والاطلاع علي الثقافات المختلفة والمتنوعة للشعوب.
ويبقي السؤال الذي يفرض نفسه: أين دور الأجهزة الأمنية والمخابراتية فى الدول العربية لحماية شعوبها من أضرار العالم الجديد؟ ولماذا يتركونهم فريسة سهلة أمام مغريات العالم الافتراضي !! وهل يمكن إيجاد حلول لتفادي تلك الآثار!!

 

تعليق عبر الفيس بوك