أحمد السلماني
44 ناديا رياضيا تنتشر في مختلف محافظات السلطنة من الشمال إلى الجنوب، ظهرت على مدى 48 عاما من نهضة عمان الحديثة وبعضها نشأ قبل ذلك، والتي تؤكد رغبة العماني وشغفه في الإجادة والتفوّق ومقارعة الآخرين في ميدان الرياضة.
وكان لي قبل فترة وفي ختام برامج وأنشطة لجنة "تنس الطاولة" حوار شيّق مع أحد الزملاء الإعلاميين ممن عاصروا الرياضة العمانية سواء في الاتحادات الرياضية أو الأندية، الحوار والنقاش امتد إلى ما يقارب النصف ساعة ولأنّه كان عميقا ومع شخصية عاصرت بعمق دورات عمل الاتحادات والأندية فقد كان ثريا جدا وبدون شعور استعرضنا مفاصل عدة في تركيبة الأندية تحديدا وما آلت إليه الآن.
وكان من الضرورة بمكان أن نتحدث عن نشأة هذه الأندية فوجدنا أنها في الغالب كانت عبارة عن فريق كرة قدم لمجموعة من الأصدقاء وأكبرهم كان المدرب بغض النظر عن مؤهلاته وقدراته وأحيانا كثيرة هو يلعب معهم، والمؤسف أنها وبعد 48 عاما وحتى تلك التي نشأت قبل ذلك فإن غالبيتها تركز وترتكز في نشاطها على رياضة كرة القدم، وهذه الرياضة تستنزف الكثير من مواردها المالية؛ هذا إن تيسر لها موارد مالية أصلا غير الدعم الحكومي والمحسنين من أعضاء الشرف والرؤساء ممن يمنون عليها بالرئاسة لموسم أو موسمين بالكثير، ومن ثم يغادرونها بعد أن يكلوا من الصرف الكبير، ومن ثمّ يتركونها للمصير المجهول والتي غالبا ما تنتهي بمآسي تضطر معه الإدارات الجديدة إلى تجميد نشاط كرة القدم والزج بالنادي لدوري الدرجة الثانية مع بعض الاستثناءات البسيطة لتلك التي أوجدت لها بعض الاستثمارات وهذه كانت محظوظة جدا بأن مرّ على مجالس إداراتها ممن استشرق المستقبل يومًا وفكّر بالأجيال القادمة.
كما وتطرق الحديث إلى مجالس إدارات هذه الأندية وتحديدا رؤساءها، الغالب منهم مضى عليه ما يقارب العقد ولا يريد أن يغادر وإن غادر فلدورة واحدة ويعود بعدها وأقصى ما قدّمه فريق لكرة القدم بدوري عمانتل يصارع من أجل البقاء كل موسم بمديونيات تراكمية، لأنّه ومن على شاكلته حولوا النادي لملكية خاصة فغابت المؤسسية بدورة عمله التي طغت عليها الارتجالية، وهذه قراراتها مآلها التهلكة والحل يكمن في رحيلها، وتولي زمام الأمور قيادات شابة متنورة ومتسلحة بالعلوم الإدارية المثلى في إدارة المؤسسات الأهلية وخاصة الشبابية منها. ونادي الرستاق أنموذج قريب جدا كونه النادي الوحيد الذي أطلق "استراتيجية" لدورة عمله في كافة المساقات الرياضية والثقافية والاجتماعية بما في ذلك تطوير استثماراته التجارية لضمان استدامة مواره المالية وزيادتها.
كما وتطرّق الحديث إلى مشاكل الأندية الحتمية مع اللاعبين والفنيين في شتى الرياضات وخاصة كرة القدم، والتي هي في الأصل نتيجة حتمية للتعاقدات غير المحسوبة مقارنة بدخل النادي، وإذا أردت أن تعرف وضع كرة القدم وأنديتنا بشكل عام فما عليك سوى فتح ملف المشاركات الخارجية الحزين والمؤلم.
وللخروج من هكذا أزمات فقد اقترح زميلي هذا اقتراحا جميلا للأندية وهو الدفع بها إلى التخصص في الرياضات التي يمكن أن تتفوق بها وبالتالي ننعش باقي الألعاب ونضمن حضورها محليا وإقليميا وحتى قاريا ودوليا وللنادي حضوره هو الآخر، ويبقى السؤال المطروح دائما ولا نجد له إجابة، هل الـ44 ناديا هذه هي "أندية" فعلا أم أنها فرق كرة قدم فقط؟
أنديتنا مرض مستعصٍ بجسم رياضتنا، استئصاله بات ضرورة ملحة لشفائها.