مازلتَ تورق رغم القحط


د. ريم سليمان الخش - باريس


مسحتُ وجهك كي تخضرَّ ياوطني
كي يثمرَ الزرعُ مشتاقا ويحضنني
//
ممالك الحزن قد خطّت معالمها
بين الجفون مواويلا من الشجنِ
//
يا أنتَ يا دمع من قاسى بلا سبب!!
وحُرِّم الرقص والإنشاد في العلنِ
//
خيولك الغُرُّ مازالت مقيدةً
ويصهلُ الوقتُ محموما من الرسنِ
//
أزقة العمر قد بانت بلا مطرٍ
مُذْ غادر الطير أشجارا بلا فننِ
//
قد كنت آخر مبعوثٍ بنار جوى
ضاعت صحائفه في لجّة المحنِ
//
الليل أطبقَ والأمواج خائنة
والقلب يسبح ملاحا بلا سفنِ!!
//
مددت نحوك مرساتي لتعبرني
وكان قلبي قنديلا على المدن
//
وكان يرقص إشعالا بلا كللٍ
وكان يرسل ضوء الحب للوسنِ
//
رتقتُ جرحك بالتحنان أزرعه
نخل الوداد لكي يبقى ويطعمني
//
ونبعي العذب دفاقٌ ولذّته
شيءٌ من السحر أو نهرٌ من اللبن
//
قبلتُ ثغرك والأزهار تسبقني
لتفرش القلب آمالا وتفرشني
//
قد كنت أحضن كلّ المتعبين بنا
وكلّ حرٍّ مضى في غيهب الكفن
//
كلّ الذين مضوا أوجاعهم نقشتْ
بين الضلوع مزاراتٍ لتسكنني
//
من أول الدرب من شباك صرختنا
من لسعة النار إذْ هبّت لتحرقني
//
من أنهر الدمع روّتْ حقد مغتصبٍ
من صرخة البكر بين الطعن والوثن
//
كلّ الجراح هنا تقتات عافيتي
كلّ المآسي التي..(...) خُطّت لترسمني
//
مسحتُ حزنك كي تربو حدائقه
ويشرق السعد في تلٍ من الحَزنِ
//
مازلتُ أنفخ فيك الروح يا وطني
مازلتَ تورق رغم القحط لم تهنِ

 

تعليق عبر الفيس بوك