فلسفة الحياة


د. ريم سليمان الخش – باريس

خطيئة الحبّ أن يُطوى بإغلاقِ
أن يُتركَ الكأسُ مهجورا بلا ساقِ
//
الحبّ ما الحبّ إلا السُمَّ خالطه
لثم الشفاه بدراقٍ وترياقِ
//
لزوجة الشوق سرب النحل يقرؤها
بأحرف الشهد إلصاقٌ بإلصاقِ
//
والناس في الحب اقطابٌ واغلبهم
قطب الشمال فلا يحظى بإشراقِ
//
فأكثر الناس ثلجٌ من برودته
تجمد القطبُ متروكا لإشفاقِ
//
محرّك الكون دفْقُ الحبّ تلحظه
في بسمة الشمس قد شعّت بآفاقِ
//
في نغمة الشكر طيرٌ راح يرسها
لمهجة النهر تمجيدا لرقراقِ
//
ويعبق الزهر روح الحب منشيا
بقبلة النحل جادت دون إملاقِ
//
الحب في الأرض منذورٌ لمن سكبوا
أرواحهم مطرا يهمي بإغداقِ
//
لايعرف الحبّ حدا في تطلّعه
بل إنه البحر موجودٌ لإغراقِ
//
الغارقون به في الملح مسكنهم
ملحا يخالطهم في ليل أشواقِ
//
ملحا يُعمدهم للموج يتركهم
ملحا تَذَكُرُهم في فيض أحداقِ
//
يستقبلون أعاصير الغرام كما
تلقى السفائن أهوالا بلا واقِ
//
ويسبحون بلا شطٍ ومعظمهم
في لجة العشق غواصٌ بإحقاق
//
مثل اللآلئ والأصداف يجمعهم
عهد التوحد عهدٌ جدُّ خلاّقِ
//
كم يخطئ القوم في لومي بلا سببٍ
ويحرقون بنار الحقد أوراقي
//
إني المسافر في بحر الغرام ولا
يُخيفني الطقسُ برٌّ دون إخفاقِ
//
شراعي القلب بالأخلاقِ منعقدٌ
فلا يضلّ وحبلُ الشدِّ أخلاقي !!
//
حواءُ في الحب لاعهدٌ ولا قيمٌ
أظْفارها الغدر قد سُنّتْ لإيراقِ !!
//
في عقدة النقص تبقى دون منعتقٍ
لاتعرفُ العشق لا تسمو لميثاقِ
//
مرآتها الذات حبّ الذات يجلدها
يشوه القلب من تعداد أطواقِ
//
حواءُ أفعى وقد حقّتْ غوايتها
ولستُ أقبلُ في غدرٍ لعشّاقِ
//
مثل العناكب تُنهي من يُعاشرها
سوداءَ تُمعنُ في لؤمٍ وإزهاقِ
//
إلاّ الأمومة فيضٌ في عذوبتها
وأعظم الحبّ حضنٌ جدُ دفّاقِ
//
ماذا يضرُ بتلك الروح إنْ خلعت
عنها الملابس إذْ ضاقت بإغلاقِ ؟!!
//
وترتدي ثوبها الفضفاض منصهرا
في جلد آدم مرتاحا لإعتاقِ !!
//
الروح تعشق أخرى في اتحادهما
يوسّع الكون أطباقا بأطباقِ
//
لاضيرَ عندي إنْ بدلتُ مسكنها
علّي ألازمه من دون إرهاقِ!!
//
علّي أصادقه أو شئتُ أتبعه
ونسكب الحبّ مشتاقا لمشتاقِ
//
من يجهل الحبّ يُخطءْ في تفهمه !!
لاحدَّ بالحب لا قيدٌ بإطلاقِ!!

 

تعليق عبر الفيس بوك