بن علوي أمام الأمم المتحدة: المنافذ البرية والبحرية والجوية بين عُمان واليمن ستظل مفتوحة

السلطنة مستعدة لبذل الجهود للتوصل إلى اتفاق شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين

عُمان لن تألو جهدا في دعم مبادرات تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم

السلام ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية

ضرورة الالتزام بمبادئ حسن الجوار واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في شؤون الدول

إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "ضرورة استراتيجية ملحة"

الظروف مواتية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتسوية شاملة على أساس حل الدولتين

عدم قيام الدولة الفلسطينية يؤدي لاستمرار العنف والإرهاب

بن علوي يطالب أمريكا بـ"عدم التضحية بالسلام" وتسهيل عمل المنظمات الدولية

اليمن يعاني من وضع مأساوي إنساني واقتصادي بسبب انهيار البنية التحتية

على المجتمع الدولي تبني مشروع إنساني لتوصيل المساعدات الإغاثية للشعب اليمني

عمان ترحب بجهود إنشاء جسر جوي طبي إنساني لنقل المرضى اليمنيين

يجب إتاحة الفرصة لجميع الأطراف في اليمن لرسم مستقبل بلادهم

السلطنة مستمرة في تقديم التسهيلات والمساعدات إلى الشعب اليمني الشقيق

السلطنة ترحب بالتطورات الإيجابية في القرن الإفريقي

الرؤية - خاص

أكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أنّ السلطنة مستعدة لبذل الجهود للتوصل إلى اتفاق شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى أنّها لن تألو جهدا في دعم مبادرات تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.

جاء ذلك خلال كلمة سلطنة عمان التي ألقاها معاليه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين.

واستهل بن علوي كلمته قائلا: "يطيب لنا، في مستهل كلمتنا، أن نتقدم لكم ولبلدكم الصديق بالتهنئة لانتخابكم رئيساً للدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ونؤكد لكم بأن وفد سلطنة عُمان سيتعاون معكم لضمان نجاح أعمال هذه الدورة، كما نود أن نسجل تقديرنا لرئيس الدورة السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة، سعادة ميروسلاف لايشاك، لإدارته أعمالها والقرارات التي اتخذت أثناء فترة رئاسته، ونغتنم هذه الفرصة لنعبر عن إشادتنا بالجهود التي يبذلها معالي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لتعزيز دور المنظمة وتطوير آليات عملها بما يمكنها من تحقيق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

وأضاف معاليه أنّ عمل الأمم المتحدة يجب أن يركز على مواجهة التحديات وتسوية النزاعات والصراعات الدولية وتحقيق السلام، وانطلاقا من إيمان السلطنة بأنّ الحوار والتفاوض هما أنسب الوسائل لحل الخلافات، فإننا نؤكد أنّ سلطنة عُمان لن تألو جهداً في دعم المبادرات التي من شأنها تحقيق السلام وإشاعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم. 

وشدد بن علوي على أنّ السلام، من وجهة السلطنة، يعد ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية، وأملنا أن تتعاون الدول الأعضاء ضمن منطلقات جديدة تتوافق مع مبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وحول القضية الفلسطينية، أكد بن علوي أنّها القضية المركزية لمنطقة الشرق الأوسط، وأنّ تعاون المجتمع الدولي لإيجاد بيئة مناسبة تساعد الأطراف على إنهاء الصراع أصبح ضرورة استراتيجية ملحة، ونعتقد أن الظروف القائمة حالياً، رغم صعوبتها، وتوقف الحوار، باتت مواتية لايجاد بيئة لنقاشات إيجابية بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للتوصل إلى تسوية شاملة على أساس حل الدولتين، حيث إنّ عدم قيام الدولة الفلسطينية يؤدي إلى استمرار العنف والإرهاب. 

وأعرب بن علوي عن استعداد السلطنة لبذل كل جهد ممكن لاعادة بيئة التفاؤل للتوصل إلى اتفاق شامل يضع في الاعتبار مستقبل التعايش السلمي في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما بين الأجيال الفلسطينية والإسرائيلية، فتحقيق بيئة سلمية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يعد أساساً لإقامة السلام في المنطقة.

ودعا بن علوي دول العالم، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية التي لها دور أساسي في تحقيق السلام والاستقرار في مناطق العالم، إلى النظر لمستقبل هذه القضية من منظور دعم توجهات السلام وتسهيل عمل المنظمات الدولية، وعدم التضحية بالسلام.

وبالانتقال إلى الملف اليمني، قال معاليه في كلمته أمام الأمم المتحدة إنّ ما تعانيه الجمهورية اليمنية من وضع مأساوي إنساني واقتصادي نتيجة انهيار البنية التحتية في المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية وغيرها من الخدمات الأساسية التي تلامس حياة المواطنين اليومية، وانتشار الأمراض، وعدم كفاية العلاج والدواء، يتطلب منا جميعاً مضاعفة الجهود لمساعدة اليمن، وعلى المجتمع الدولي أن يتبنى مشروعاً إنسانياً يتيح وصول المساعدات الإغاثية الإنسانية للشعب اليمني في مختلف المحافظات، وتسهيل استخدام المطارات والموانئ لتلك الغاية، ذلك أنّ الأوضاع الإنسانية في اليمن باتت تتطلب اتخاذ مثل هكذا تدابير.

وأضاف: "في هذا السياق ترحب بلادي بالجهود التي تسعى إليها الأمم المتحدة ودول التحالف لإنشاء جسر جوي طبي إنساني لنقل المرضى ذوي الحالات الحرجة لتلقي العلاج عبر رحلات مبرمجة تحت إدارة الأمم المتحدة وبالتعاون مع الأطراف اليمنية".

وتابع قائلا: "تؤكد بلادي دعمها للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، وندعو إلى تسهيل مهمته لعقد اللقاءات والمشاورات مع سائر الأطراف اليمنية، وتسهيل تنقلاتهم للمشاركة في تلك اللقاءات والمشاورات". وأوضح بن علوي أنّ السلطنة ترى أنّ "الحل السياسي ينبغي أن يأخذ في الاعتبار واقع اليمن، وأن تتاح الفرصة لجميع الأطراف والقوى السياسية اليمنية، في الداخل والخارج للمشاركة في تحديد ورسم مستقبل مشرق لبلادهم".

وأكد بن علوي أنّ التسهيلات والمساعدات الانسانية من سلطنة عُمان للشعب اليمني الشقيق مستمرة، وأنّ المنافذ البرية والبحرية والجوية بين سلطنة عمان والجمهورية اليمنية، والتي هي الوسيلة المتاحة لعبور الأشقاء اليمنيين وتواصلهم مع العالم الخارجي، ستبقى مفتوحة من منطلق الأخوة والجوار وما يربط الشعبين العماني واليمني من أواصر ووشائج اجتماعية وتاريخية عميقة، وتأثرنا بمعاناة الشعب اليمني الإنسانية.

أمّا على صعيد الأزمة السورية، أوضح معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أنّ "العنف بدأ ينحسر في العديد من المناطق في سوريا نتيجة للجهد الذي تقوده روسيا الاتحادية والحكومة السورية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والدول الإقليمية، من خلال خطة خفض التصعيد والتوترات، ولا شك أن الجهد المشترك كان له الدور الأبرز في مواجهة الإرهاب، ونأمل أن يستمر هذا الجهد والتعاون المشترك في سوريا وغيرها من مناطق الصراع".

وأشاد بن علوي "بالجهود التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، لمساعدة الأطراف السورية على تطوير البنية الدستورية والبناء على ما تحقق من نتائج إيجابية في جنيف وأستانة وسوتشي لوقف الحرب والوصول إلى مصالحة وطنية تنهي الصراع".

واستطرد معاليه قائلا: "تعبر بلادي عن ترحيبها بالتطورات الإيجابية في منطقة القرن الإفريقي، وما توصلت إليه دول المنطقة من تفاهمات من شأنها استعادة الثقة وإنهاء الخلافات، ونرحب بالجهود التي يبذلها رئيس وزراء أثيوبيا آبي أحمد، ودور بلاده المحوري والهام، وهو ما سيساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي".

واختتم معاليه الكلمة قائلا: "تجدد بلادي دعوتها إلى سائر دول العالم للتمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانوني الدولي، وحل الخلافات بالطرق السلمية بعيداً عن الحروب وتبعاتها المأساوية، لكي يسود الأمن والاستقرار، ولتنعم شعوب العالم بالتنمية والرخاء".

تعليق عبر الفيس بوك