ومضات فكرية من كتابات حاتم الطائي (31)


(أ‌)    أمّا قبلُ:
لا إنجازات ما لم يتحقَّق السلام، ورغم أنَّ السلام هي تحية الإسلام، إلا أنَّنا لا نزال في حاجة ماسة إليه في هذا العالم المضطرب.
(ب‌)    الصين بعيون عُمانية:
1)    الفلسفة الصِّينية في بناء الحضارة.. نهجٌ رائدٌ، وفكرٌ مُتزن، أخرج أعظم الفلاسفة والحكماء، الذين صَاغوا قواعد حاكمة للحياة، قوامها العمل والاجتهاد، وأساسها الإخلاص والمسؤولية.

2)    ثراءٌ حضاريٌّ وازدهارٌ اقتصادي يتجلَّى في كل مكان.. هذا هو الانطباع الذي يُمكن لزائر الصِّين أن يلمسه أينما حلَّ أو ارتحل في هذه الدولة القارة.


3)    ثراءٌ علميٌ في الصين يعكسُ حضارات عظيمة مُتعاقبة، تركتْ أثرها البالغ في الثقافة والعمل لدى الصِّينيين الآن.

4)    الحضارة الصينية تبرُز في شتى تفاصيل الحياة: في المباني الشاهقة، والبيوت التقليدية أيضا، ويتناغُم ذلك مع الحسِّ العالي بالمسؤولية لدى المواطن الصيني، ودرجة الانضباط والالتزام التي يعمل بها الجميع، في تناسقٍ مُدهش.


5)    المتأمل عن قُرب في الحضارة الصينية يرى ترجمةً للحكمة الصينية القائلة: "بناء الإنسان هو أعظم الإنجازات؛ فتشييد المباني وزراعة الأشجار قد يكون سهلاً نسبيًّا أمام تربية المواطن الصالح"!

6)    الإنسان الصيني، مُؤمن بدور الحضارات في المسيرة الإنسانية، ومُدرك للقيمة الرفيعة للحضارة العُمانية التي تمتد في عُمق التاريخ لقرون خَلت.

(ت‌)    كُنَّا هنا قبل 20 قرنا:
1)    في خضم الاحتفالات بمرور 40 عاما على العلاقات العمانية الصينية طافت بي ذاكرتِي إلى عمق التاريخ العماني وأسيادِ البحار الذين استطاعُوا الوصول إلى أقاصي العالم، تسبقهُم تلك الصُّورة الإيجابية العظيمة بأنهم شعبٌ مُحبٌّ للسلام.

2)    انتابتني قُشعريرةُ الزَّهو والفخر خلال هذه الاحتفالات، وأنا استعيدُ تاريخنَا المشترك مع الصين؛ فطافتْ في مُخيلتِي صورة التاجر العُماني أبي عبيدة عبدالله بن القاسم، وهو يُقدم أوراقَه في بلاط الإمبراطور الصيني في القرن الثاني الهجري .. إنَّه المجدُ العُماني بعينه، الذي وعد جلالة السلطان المعظم -أبقَاه الله- في خطابِه الأول باستعادته، وقد وَعد فأوفى.


3)    على ضِفاف نهر اللؤلؤ في مدينة جوانزو أُزيح الستار عن نصب تذكاري للسفينة (صحار)، في الموقع الذي شَهِد وصول البحَّارة والتجار العُمانيين قبل أكثر من ألفيْ عام، فيما دُقت طُبول الكاسر والرحماني تصدح بأناشيد البحارة التي تغنُّوا بها قبل 20 قرناً من الزمان.

(ث‌)    مُبَادرة جديدة من "الرُّؤية":
نقترحُ عَقد "مُنتدى الشراكة العُمانية الصينية"؛ ليكون منصَّة لطرح أفكار تُسهم في تطوير التعاون المشترك، وتوثيق عُرَى التعاون، والعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة في تطبيق بنود الشراكة الإستراتيجية؛ تحقيقا لمصالح البلديْن والشعبيْن.

(ج‌)     دعوة للقطاع الخاص:
(1)     أدعو القطاع الخاص مُجدَّدا لأخذ زِمام المبادرة، وأن يُقدِّم مزيدًا من المزايا للسائح الصيني؛ مثل: توفير مطاعم صينية، ودليل سياحي باللغة الصينية، فضلًا عن وضع خطة تسويقية تستهدف زيادة أعداد السياح الصينيين.

(2)     جذب الاستثمارات، وعقد الشراكات التجارية، والاستفادة من التسهيلات والمزايا الاستثمارية المقدَّمة في الصين والسلطنة.


(3)     علينا ألا نكُون فقط مُستورِدين من الصين؛ إذ يتعيَّن على تُجَّارنا أن يسعَوْا لاستقطاب الصناعات المتطوِّرة من الصين والعمل على توطينها في عُمان، لاسيما في المناطق الحرة والاقتصادية التي توفِّر امتيازات وإعفاءات عدة.

(ح‌)     بيانَ الشراكة الإستراتيجية مع الصين:
تكون من أحد عشر بندًا تُمثل جوهرَ هذه الشراكة؛ بدءًا بتعزيزِ التشاور بين قيادتيْ البلديْن لتعميقِ الثقة السياسية المتبادلة، والتأكيد على مَبدأ عدم التدخُّل في الشؤون الداخلية، مُرُورا بالتعاون الوثيق في مشروع "الحزام والطريق"، ودَوْر السلطنة كشريك في هذه المبادرة الرائدة

اتفاقية التعاون الإعلامي مع الصين:
(1)     تساهم في تعزيز التعاون الإعلامي وصقل مهارات المنتسبين للإعلام، وتبادل الخبرات في التخطيط الإعلامي، وتبادل الأخبار والمحتوى.

(2)     المميَّز في الاتفاقية أنَّها ستقوي أواصر التعاون بين البلدين في الجوانب الثقافية، بالتوازي مع الجوانب الاقتصادية التي تُهيمن على طبيعة العلاقات.

 

تعليق عبر الفيس بوك