آباؤنا اللاحقونْ!


سعاد محمد – سوريا

الحياةُ حين تمشي بقدمينِ من سكاكرَ
وقبعةٍ من قوسِ قزحٍ
تصيرُ الدروبُ راحاتٍ حنون
ثمّةَ ربيعٌ يجرّبُ ألوانَهُ على قماشِ الرّصيفِ
وحوذي البهجةِ يطاردُ الضحكاتِ
حتّى لا تلطّخَ نوافذَ الشّمسِ بالمثلّجاتْ
كرنفالُ خَلْقٍ بضٍّ أطفالُنا..
وهم يتدفقونَ إلى المدارسْ!
ترّفقْ بهم أيّها الرّاعي
قلّمْ هزائمَكَ الخاصّةَ قُبيلَ مُلاقاتِهم
أرواحُهم ناعمةٌ كأجفانِ الماءِ
تجاوزْ ميراثَكَ المجيدَ من الفقرِ
هؤلاءِ مدّخراتُ ضمائرِنا
وليسوا مصارفَ لرساميلِ جدودِك
لا تدسَّ مطامعَكَ في الدفاترِ
فتتعكّرَ وجوهُ الصّورِ المُقبلةْ!

توصَّ بهم أيّها الرّاعي
تغيّرت سرائرُ الهواءِ..
وفي الكتبِ العابرةِ تنامُ مؤامرةٌ..
وبعضُ الأفكارِ كمائنُ
هؤلاءِ عيونُنا بالوكالةِ
آباؤنا اللاحقونَ
إنّهم بلادُنا كما رسموها هم
لا كما فعلْنا نحنُ
رسموها حين اختلجَ في أفئدتِهم النشيدُ
ومرّتْ أسماءُ القرابينِ في الشّريطِ الإخباري
لذاكرتِهم النظيفةْ!
..................................
* شاعرة من سوريا صدر لها ديوان "الغريب" ولها ديوان قيد الطباعة بعنوان "عالٍ هذا السرج".

 

 

تعليق عبر الفيس بوك