أحمد السلماني
موجة كبيرة من النقد السلبي غير المبرر ذلك الذي أعقب معسكر منتخبنا الأول في الأردن والذي خرج منه بتعادلين وبنتيجة بيضاء، لا له ولا عليه، والشاهد أننا نعذر جماهيره العاشقة له والتي عادت مجددا لمدرج الأحمر بعد العروض المبهرة التي توجها بلقب "خليجي 23"، إذ إن سقف طموحاتها وأحلامها ارتفع ولا تريد له أن يعود بها لمربع الإنكسارات، ولكن أن تصدر تلك الانتقادات ممن يحسبون على النقاد والمحللين والمتابعين عن قرب للكرة العمانية فهذا شيء عجيب، لا أعلم لماذا نعشق جلد الذات حتى صار مرادفا لرياضتنا في عمومها ولكرة القدم تحديدا، ألا يدرك أولئك أن لمثل هذا النقد السلبي وغير المبرر "تغذية سلبية راجعة" على اللاعبين وإدارة المنتخب.
ألم يدر في خلد هؤلاء جميعاً أن هذا هو التجمع الأول للمنتخب بعد فترة توقف طويلة وأن المعسكر هو بداية رحلة إعداد طويلة للاستحقاق الآسيوي الكبير، إن التروي وإدراك حقائق وضع المنتخب أمر محمود ومطلب هام في المرحلة القادمة ويفترض بنا ألا نستعجل الأمور فهناك جهاز فني وإداري لا عمل لهم سوى المنتخب وفوق هؤلاء جميعاً مدير فني على مستوى عال من الكفاءة والخبرة والدراية بالكرة الآسيوية ويعرف جيدا ويدرك يقيناً أنه قد ورط نفسه بأن حقق اللقب الخليجي وهو خارج الترشيحات تمامًا وبالتالي ارتقى بطموحات الوسط الكروي العماني وجماهير الأحمر لذا تقع عليه مسؤولية كبيرة في أن يظهر بالأحمر الكبير مستوى ونتيجة.
ومن تابع المنتخب في أول ظهور له يُدرك إلى أي مدى اختصر اللاعبون الوقت من حيث الانسجام فيما بينهم والانتشار الجيد والاستلام والتسليم والاستحواذ الكبير على وسط الملعب، والأهم من هذا كله أن البديل تقريبا في مستوى اللاعب الأساسي بعد أن جرب الهولندي كل اللاعبين ولعب بتشكيلتين مختلفتين أمام كل من لبنان والأردن، كذلك القدرات العالية التي أظهرتها دفاعات منتخبنا في المقابل وضح جلياً أن المشكلة الأزلية التي يعاني منها منتخبنا والتي ما فتئت تلازمنا منذ سنوات المتمثلة في "العقم الهجومي" وغياب اللمسة الأخيرة وخلق وترجمة الفرص.
روزنامة تجارب منتخبنا حبلى بالمباريات المهمة إذ سنواجه ودياً كل من العراق والإكوادور والبحرين وسوريا وطاجيكستان والهند وأستراليا وأخيرا تايلند وبالتالي فإن الحكم على المنتخب لا زال باكرا.
فيما يتعلق بالعقم الهجومي المتلازم فإنني أقترح على الإدارة الفنية للمنتخب الاستعانة بأحد الهدافين المعتزلين لإخضاع مهاجمينا لتدريبات هجومية خاصة لرفع الحساسية التهديفية لديهم مثلما صنعت بلجيكا عندما استعانت بقناص المنتخب الفرنسي تيري هنري فتضاعفت القدرة التهديفية للمهاجمين فحصدت بلجيكا المركز الثالث بكأس العالم الأخيرة، هي دعوة لدراسة المقترح وعرضه على الهولندي فيربيك فـ"شباك الخصوم من وراء القصد".