طائرة بلا طيار

فايزة الكلبانية

 

"طائرة لا سلكية بلا طيار".. هي الابتكار الحديث الذي راهنَ على جودته في الأداء شباب عمانيون، أثبتوا أن السلطنة قادرة على أن تنافس الغرب اليوم بأفكار واسعة، ومهارات اللامحدودة.. محمد الرئيسي وزيد اللواتي مؤسسا شركة "مودن إنوفيشين لاند"، إضافة إلى مالك بن سعيد التوبي وشركائه مؤسسي شركة "الأفق" لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة، عملوا على ابتكار فريد من نوعه على صعيد السلطنة؛ حيث استخدام تكنولوجيا الطائرات ذاتية التحليق والذكاء الاصطناعي لخدمة مشروع المليون نخلة. وفي المقابل، تم اختيارهم من بين 165 متنافسا ليعمل الصندوق العماني للتكنولوجيا على مُساندتهم لتحويل فكرتهم إلى واقع، والاستثمار فيها عبر فرصة أتاحها ديوان البلاط السلطاني لهم، مُمثلا في مشروع "المليون نخلة".

قام الصندوق العماني للتكنولوجيا بتوقيع مذكرة تفاهم مع كلٍّ من شركة "الأفق" لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة، وشركة "مودن إنوفيشين لاند" المتخصصة في الطائرات بدون طيار لجمع البيانات وتحويلها إلى معلومة قابلة للتنفيذ؛ حيث ستُسهم في تشخيص الأمراض والآفات التي تصيب النخيل وإعداد التقارير عنها. بموجب الاتفاقية، فإنَّ شركتيْن عمانيتيْن يستثمر فيهما الصندوق العماني للتكنولوجيا ستقدمان خدمات تحليل البيانات والتصوير والمسح الجوي للكشف ومعالجة الأمراض والأوبئة المبكر للمزارع المخصصة لمشروع "المليون نخلة"؛ حيث أكد معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، في تصريحاته للصحفيين، مؤخرا، أنَّ عملية حماية هذه المشاريع من خلال الملكية الفكرية، كما أن وزارة التجارة والصناعة مهتمة بتسجيل براءات الاختراع، إلى جانب أنَّ صندوق الرفد وضع مبلغًا معينًا لتسجيل براءات الاختراع، ونأمل أن تتواصل الجهود في تحويل أفكار أخرى مميزة إلى واقع.

الشيء بالشيء يُذكر، فمن خلال استمرارنا في إطلاق "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب"، على مدار 6 أعوام من الإنجاز، لشباب عُمان المبدعين في مجالات مختلفة، والتي نعيش اليوم تفاصيل فعاليات نُسختها السادسة، والتي تَحْظَى بإقبال كبير من الجمهور عامة: سواءً فئة الشباب أو الطلاب، لاسيما وأننا اعتمدنا على رأس أولويات اهتماماتنا بعد مجال ريادة الأعمال، التركيز مُؤخرا على مجال الابتكارات العلمية (الطاقة المتجددة، والروبوت، والإلكترونيات)، وشهدت تفاعلا كبيرا في فترة المقابلات الشخصية واستلام الاستمارات التي تحمل في طياتها ابتكارات استثنائية تُثبت أن في بلادنا عقولًا تُفكر وتبتكر وتخترع من مختلف الأعمار، هم بحاجه لفرص ومساندة لإرشادهم لآليات الاستفادة من أفكارهم وابتكاراتهم، والعمل على تطوير هذه الأفكار وتحويل ما نتمكن من تحويله إلى واقع، وتوظيفه في مجالات الحياة وتطبيقاتها المختلفة.

هذا، ومن الأكيد أن استخدام تقنيات الطائرات ذاتية التحليق والذكاء الاصطناعي في عمليات التنبيت ومكافحة الآفات التي تعاني منها النخلة، خاصة دوباس النخيل، وسوسة النخيل الحمراء، والحميرة، وعنكبوت الغبار؛ تُثبت جدواها الاقتصادية والعلمية من حيث التوجه، وتعدد الاستخدام والسيطرة والتوجيه بحيث تغطي كلَّ أجزاء النخلة، والابتعاد عن الأخطاء البشرية، ونستبشر خيرا في المزيد من الابتكارات للشباب العماني الواعد التي سنحولها من فكرة إلى واقع.