ويسألني متى تأتي


أحمد بن هلال العبري – سلطنة عُمان


**لقد تم بث مقابلة لي في القناة السورية في ظهيرة أحد الأيام، ولم أشاهدها لوجودي في العمل, وترقبت الإعادة في الليل, وما إن بدأ البرنامج حتى تم الانتقال لمقابلة للرئيس الأسد, فقلت الأبيات التالية:
 
جميلٌ أن تكون لنا بديلا
على الشاشات يا حامي العرين
 //
سهرت الليل  كي  أصغي لنفسي
فطبت بقولك السامي الرزين
 //
تبشرنا على رغم المآسي
بنبض قد توارى من سنين
 //
حياة القلب في بردى، وهل لي
بغير القلب  أن  ألقى معيني؟
//
يسائلني عن الأقصى مذيع
غداة القدس عاصمة الثقافة
//
لماذا الاحتفال على تراب
دمشقي بكوكبة مضافة
//
فقلت: هنا، صلاح الدين أسرى
بجيش القدس، فاختصر المسافة
 //
لكل عواصم البلدان نبضٌ
يكاد يكاد يُعرف بالقيافة
 //
ولكني غداة القوم جاسوا
ببغداد وأتْخمنا انتكاسه
 //
بسوريا وفي بعض ببعض
أرى بعض الصمود مع الكياسة
//
ولكن الحراب أتت لظهر
يناضل  في ميادين السياسة
//
تربى في رُبى  بردى ، فباهى
ببردته هضابا و الجبالا
 //
يمر  به ندى نيسان حينا
فينسى حول  ضفته الجمالا
//
ويجري كلما ألقى ربيع
من الأزهار ما  يثري الخيالا
 //
يخالط قلب زائره،  فيلقي
لكل جواب فاتنة  سؤالا
 //
على شفتي ضفافك يا نديمي
جوابٌ كنت أحسبه محالا
 //
عن الزهر الندي, عن السواقي
وعن لغة أفسرها احتمالا
 //
عن الطير الذي أضنى فؤادي
وعن خيل تجول بنا قتالا
 //
عن البدر الذي  جافاه ليل
وعن ليل أبان لنا الهلالا
 //
ضفافك خدُّ حسناء وهل لي
إذا حل الربيع بها احتمالا
 //
وحسبي في دمشق رأيت خدا
وغير الخد صاح بنا تعالا
 
هنا وجد الفؤاد له مقاما
وخلا لا يطيق له ارتحالا
 //
أساقيه المحبة كل حين
وحين أمل يسقيني الزلالا
 //
ففاض القلب من وجد دفين
ولم يسع اللسان له مقالا
 //
ويسألني متى تأتي فؤادي
فقلت وحيلتي تأبى ارتجالا
 //
وما قلب الحبيب سوى شعور
فخذ ما شئت أو أعد السؤالا

 

تعليق عبر الفيس بوك