الصقلاوي: العمارة العمانية علم وفن وعمل وثقافة

...
...
...

مسقط - الرؤية


نظَّم مجلس البحث العلمي -مُمثلا بالبرنامج البحثي الإستراتيجي للتراث الثقافي العماني- صباح أمس الأربعاء، محاضرة بعنوان "المعمار العماني.. تراث ثقافي"، قدمها المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء؛ وذلك بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، وبحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالعمارة والتراث الثقافي العماني.
وأشار الصقلاوي إلى أن العمارة العمانية علم وفن وعمل وثقافة، فهي علم يسجل الأفكار والابتكار والاليات، وفن يصوغ مرائي الجمال ومرئياته، وينشر الراحة، ويخلق المتعة، وعمل يؤدِّي تنفيذه إلى بث روح التعاون بين الإنسان والإنسان وبين الفرد والمجتمع والمجتمع والسلطة؛ حيث إنَّ العمارة تبقى ساردا كبيرا لحكايا البشر والحجر والمدر والشجر، ومبدعا لقصائد البيان والبديع على أرض الوجود والخلود. وأضاف: إن المعمار العماني عبَّر عن نفسه بصراحة وأصالة، ولم يقطع الصلة الحضارية والثقافية المتداولة في تخطيطه وهيكله وعناصر واجهاته؛ فقلعة بهلا تمتد في قلعة الرستاق، وهذه تستمر في قلعة نخل، التي تتناص في قلعة مطرح؛ لذا فإنَّ المعمار العماني ارتكزَ على مُقوِّمات فلسفته المحلية المشبعة بأنوار العقيدة والشرائع والمملؤة بالتاريخ العماني طويل الأمد، الذي تنتشر أوابده على كامل ربوع الجغرافيا العمانية من بات فبسياء ومن كبيكب فأم النار ومن شصر وسمهرم فرأسي الحد والجنز... وغيرها من التجمعات الحضارية فوق التراب العماني، كما اتكأت فلسفته أيضا على الخبرة المتراكمة بفعل التواصل والتثاقف مع الآخر، وكذلك بفعل مبادرة التجربة المستمرة ومثابرة التعلم المستديم للمجتمع العماني، وبحكم المعرفة المتجددة بعلوم البناء وتقنياته وثقافة تصنيعه.
يُذكر أنَّ البرنامج البحثي الإستراتيجي للتراث الثقافي العماني بمجلس البحث العلمي، يهدف للمساهمة في تعزيز الجهود المبذولة في السلطنة لدراسة ورصد التجليات المادية والمعنوية للإرث الثقافي، بُغية المحافظة عليه ودعمه من ناحية، والمساهمة في تطويره بما يتناسب والرؤية المستقبلية الوطنية، بما في ذلك تقديم نماذج للاستثمار في التراث الثقافي بوصفه مادة إستراتيجية لها قيمة تنموية واقتصادية.

تعليق عبر الفيس بوك