الخَبر نفس الخَبر..!

المعتصم البوسعيدي 

 

يقول محمود درويش "قف على ناصية الحلم وقاتل"، والوقوف عند درويش كان على مجرد حلم، فما بالنا إذا وقفنا على ناصية واقع رياضي لا حياة فيه إلا لمن يُقاتل، وترانا نقف متفرجين عليه إذ يموت كل مرة ويعود ليموت ولا جديد؛ فـ"الخبر نفس الخبر" وها هي مشاركة جديدة نعود منها -على أساس أن المنافسات لا تزال جارية فيها- بحصيلة شبه مؤكدة بلغت قيمتها "خفي حنين"!!!!

لقد "اشتعل الرأس شيبا" وهرمت أجيال دون أن تسمع "يا عُمان نحن من عهد النبي.. أوفياء من كرام العربِ"، على المنصات الأولمبية، والأرقام تبدو مخيفة؛ حيث تنافست وتتنافس 45 دولة آسيوية في جاكرتا وفلمبان بإندونيسيا في 28 رياضة أولمبية و9 رياضات غير أولمبية، قررت لجنة التخطيط والمتابعة باللجنة الأولمبية العُمانية أن تكون مشاركة السلطنة نوعية هذه المرة بالمعايير ذات الخمس مراحل، فكان قرار الاعتماد على 8 رياضات تحمل إمَّا حُلمًا سعيدًا بعيدًا، أو واقعًا حزينًا قريبًا، فما نلنا منها إلا واقعنا الأكبر من كل حلم.

المشهد الرقمي -أيضاً- يقودنا إلى سوداوية مخيفة معروفة؛ فنحن "مجان" قديماً أي "جبل النحاس"، لا نملك على المستوى العربي أي نوع من أنواع المعادن العالمية الأولمبية مع 6 دول عربية أخرى، منذ أن شاركنا لأول مرة قبل ثلاثة عقود ونيف، ونحن على المستوى الآسيوي لدينا أربعة ميداليات أولمبية فقط من مجموع 461 ميدالية عربية منذ مشاركة العرب في الدورة السابعة وحتى ما قبل دورة إندونيسيا الحالية، منها ذهبية يتيمة نسبقُ بها من عرب آسيا اليمن وفلسطين فقط، وماذا بعد؟! لا جديد؛ "فالخبر نفس الخبر".

هناك سَيْل من الحديث المؤلم عن الرياضة العُمانية، وتكرار دائم ومستمر عن واقعها المحزن، حتى بات أمر النقد والحديث مع كل إخفاق -أيضاً- مسألة تندُّر وسخرية، وبالرغم من أن الحقيقة واضحة للجميع إلا أن التغيير لم ولن يأتي إلا بدخول الرياضة سلم أولويات الحكومة من الباب الواسع، وجعلها موردا اقتصاديا، ومنتجا استثماريا، وتشيد لها صروحٌ رياضية حديثة لبناء الرياضي الأولمبي لا الرياضي.. ونقطة آخر السطر. وحتى يتأتى ذلك يجب الاعتراف بأن المسار الحالي لن يقونا لذلك، وأن هناك فشلا يجب أن نتحدث عنه كمسؤولين كحديثنا تمامَا عن أي نجاح وإنجاز، كما يجب إدارة البوصلة لرياضات أولمبية -الفردية منها على وجه الخصوص- والمضي بها قُدماً للحصول على صوت يردد "أبشري قابوس جاء" بين مصاف الدول المتوجة بالمعدن النفيس.

يبقى أنَّ الرهان "الكسبان" يقع على إدراك الأدوار والمهام بكل صدق وإخلاص، وعلى الجهات المسؤولة معرفة ذلك، وعدم التملُّص ممَّا آلت إليه الرياضة العُمانية، ومن المؤسف أن نرفع راية الهزيمة في معركة بسيطة قبل انتهاء الحرب؛ حيث لم تتحقق -على ما يبدو- الميداليتان اللتان توقعتهما اللجنة الأولمبية العُمانية من مشاركتنا الأولمبية الآسيوية الجارية أحداثها حتى اللحظة في إندونيسيا، وبالتالي فإن مصيرنا الحتمي الهزيمة -أيضاً- لمشاركتنا القادمة في الأولمبياد العالمية بطوكيو، والتي تتضاعف فيها المشاركة كمًّا ونوعا، والأكيد أننا سنستحضر ذات الكلمات من الآن؛ فلا جديد..... فـ"الخبر نفس الخبر".