انطلاق فعاليات ملتقى الإعلام العربي ومناقشة إدارة الأزمات والمسؤولية الاجتماعية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

≥ وزير الدولة ومحافظ ظفار: الإعلام سلاح ذو حدين وأثبتنا مصداقية عالية في كثير من الأحداث

≥ وكيل الإعلام: وصلنا إلى مرحلة الأداء المؤسسي التي شهدناها في "مكونو"

 

صلالة - الرؤية

انطلقتْ، أمس، بمحافظة ظفار، فعاليات "ملتقى الإعلام العربي"، الذي تُنظمه جمعية الصحفيين العمانية، بالتعاون من اتحاد الصحفيين العرب، تحت عنوان "الاعلام وإدارة الأزمات والمسؤولية الاجتماعية"، ويستمر حتى يوم غدٍ الأربعاء.

رعى حفل افتتاح الملتقى مَعَالي السيد مُحمَّد بن سلطان بن حمود البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار، وبحضور معالي الشيخ خالد بن عُمر المرهون وزير الخدمة المدنية، وسعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام، وعدد من المسؤولين والإعلاميين العرب المشاركين.

بدأ الحفل -الذي أقيم في منتجع روتانا صلالة- بافتتاح معرض صور الحالة المدارية "مكونو"؛ حيث تجول راعي الحفل والحضور بين حوالي 100 صورة التقطها أعضاء جمعية الصحفيين العمانية للحالة المدارية. ووجَّه وزير الدولة ومحافظ ظفار التحية لجمعية الصحفيين العمانية، ووسائل الإعلام العمانية على الحيادية والدقة والموضوعية في كلِّ ما يُنشر، وفي ظل وجود منافسين للإعلام التقليدي، ويمكن أن يكونوا أسرع في نقل الخبر، ولكن تبقى المصداقية والمهنية، وعهدنا بالإعلام العُماني المصداقية والموثوقية والموضوعية وعدم المبالغة. وأضاف معاليه: نجد أن هناك من يُشكك بتغطيتنا، ولكن أثبتنا مصداقية عالية في كثير من الأحداث؛ سواء أحداث الأنواء المناخية أو الأحداث السياسية المحيطة بنا، وهناك خطة إعلامية ممتازة مضينا عليها منذ بداية النهضة وحتى الآن، ونتمنى من الآخرين أن يتناولوا المواضيع كذلك بحيادية وموضوعية؛ فالإعلام سلاح ذو حدين، وطالما صنع الأزمات بدلاً من أن يكون طرفاً في حلها.

وبدوره، قال سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام، في الافتتاح: الملتقى جاء بعد ظروف استثنائية مرت بها المحافظة، وعنوانه يتسق مع الأحداث التي مرت بها السلطنة خلال الفترة الماضية من تعرض هذه المحافظة والوسطى للظروف الجوية الاستثنائية. وفي هذا اللقاء، يجتمعُ الصحفيون من وطننا العربي، وبرعاية جمعية الصحفيين العمانية، واتحاد الصحفيين العرب، بينما موضوع الأزمات وإدارتها إعلاميًّا، يجب أن يكون حاضرا في الذهن العربي؛ سواء كانت تلك الأزمات طبيعية أو تفرضها الظروف المحيطة بنا.

وقال سعادته: مررنا بأكثر من تجربة في هذا المجال، ويمكن القول الآن إنَّ المسألة تعدَّت مرحلة التجريب إلى مرحلة الأداء المؤسسي التي شهدناها في الحالة المدارية "مكونو". مؤكداً سعادته أن الإعلام يجب أن يكون حاضراً في مثل هذه المناسبات، وأن يكون مُهيَّأ لإدارة مثل هذه الازمات.. قائلاً: لم نعد وحدنا على الساحة، وهناك من يشاركنا اليوم؛ فالكل أصبح صحفيًّا، ويملك نفس الأدوات التي نملكها، وربما يكون أسرع منا في توصيل المعلومة، بغض النظر عن مصداقيتها، ولكن علينا أن نجلس دائماً لمناقشة مثل هذه الأمور، والخروج بدروس مُستفادة في مجال الإعلام في كيفية التعاطي الصادق مع مثل هذه الأزمات.

وتابع قائلاً: في أزمة "مكونو"، ومن خلال متابعة اللجنة الوطنية للدفاع المدني التي أتشرَّف بعُضويتها مررنا بالكثير من الضغوط، من وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضهم من هول الأمر توقع للأسف الشديد أن هذه الحالة ستغرق مدينة صلالة على سبيل المثال، وأن الإعلام المحلي لا يقول الحقيقة للناس، ولكن الإعلام المحلي كان يتمتع بمصداقية عالية وكان أكثر ثقة. واختتم سعادته بتوجيه التهنئة الى المسؤولين في محافظة ظفار، وعلى رأسهم معالي السيد وزير الدولة ومحافظة ظفار، وأبناء السلطنة قاطبة، بهذا الموسم الاستثنائي للموسم السياحي لمحافظة ظفار الذي جاء بعد تلك الأنواء.. قائلاً: كما يُقال إن السماء ترجى حين تحتجب، واحتجبت السماء وطننا في "مكونو"، واعتقدنا بداية أن هذا الموسم سيكون من أقل المواسم جذباً نظراً للأضرار التي تعرضت لها المحافظة، ولكن النتائج جاءت عكسية، وذلك بفضل الجهود التي بُذلت من قبل أبناء محافظة ظفار ومختلف المؤسسات في السلطنة للقيام بدورها وإعادة الأمور إلى طبيعتها؛ فالتهنئة لكم جميعاً على ذلك الإنجاز، وعلى هذا الموسم الاستثنائي، ومرحباً بالأشقاء من كل الوطن العربي في السلطنة، وفي هذا الجزء العزيز الغالي في محافظة ظفار.

كما ألقى سالم بن حمد الجهوري نائب رئيس الجمعية، كلمة؛ قال فيها: محافظة ظفار التي حبست أنفاس العُمانيين والأشقاء المقيمين، تحديداً في شهر مايو، حيث حدث على هذه الأرض الطيبة الحالة المدارية "مكونو"، فواجه سكان المحافظة إعصاراً ضرب أرجاءها، وقد لطف بها المولى -عزَّ وجلَّ- وحال سبحانه دون الأضرار التي كانت متوقعة، وهيأ سبحانه الرجال الأوفياء والقدرات والامكانيات القوية للسيطرة على هذه الحالة، فتعافت محافظة ظفار من أزمتها المناخية في وقت قياسي، رغم اتساع النطاق الجعرافي لتأثير الإعصار وسرعة رياح وصلت إلى قرابة 180 كيلومترا بالساعة، إلا أنَّ هِمَّة الإنسان العماني، بمختلف القطاعات العامة والخاصة، والتي أسهمت في إعادة الحياة إلى شرايين هذه المحافظة في زمن قصير دلالة على الإصرار والقدرة على المعالجة، لتعود المحافظة إلى واجهتها السياحية ولتستقبل زوارها.

وأضاف: الملتقى الذي يتضمن عدداً من الأنشطة والجلسات الحوارية والدورات التدريبية، يهدف لإبراز الوجه السياحي للمحافظة، ودعم أنشطته التي تنفذ خلال موسم الخريف من قبل وزارة السياحة وبلدية ظفار من أجل جذب المزيد من السياح، وهناك مؤشرات بأن الخريف هذا العام سيكون زواره أكثر من السنوات الماضية، كما أن الملتقى يهدف لإنماء مهارات الصحفيين العمانيين والعرب، ضمن الأهداف المشتركة لجمعية الصحفيين العمانية واتحاد الصحفيين العرب، من خلال البرامج المشتركة التي تنفذ محليًّا وعربيًّا.

واختتم الجهوري بقوله: يعيش العالم اليوم إعادة تشكيل في مفاصله، ومنها الإعلام الذي أصبح أكثر قدرة على التأثير في المجتمعات، لا سيما أنه يمثل قاطرة هذا التغيير، وانطلاقاً من ذلك قطعت جمعية الصحفيين العمانية مراحل متقدمة في نتفيذ برامج نوعية على المستويين العربي والدولي، وفي هذا الإطار فقد أقر مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية برنامجا يقوم على تدريب وتأهيل الصحفيين في معاهد عالمية متخصصة في مجال تطوير قدرات الصحفيين والإعلاميين لأكثر من 60 عضواً هذا العام، كما سيتم أيضا استقطاب الخبرات العالمية لإكساب أعضائها مهارات العمل الصحفي بما يتواكب والتطور الإعلامي الذي يشهده على كافة الأصعدة.

وفي كلمة اتحاد الصحفيين العرب، قال الدكتور عبدالله الجحلان نائب رئيس الاتحاد: الملتقى يمثل أحد الصور الإيجابية للعمل الإعلامي العربي المشترك في وقت نحن في أمسّ الحاجة لأفعال مماثلة لخدمة الاعلام العربي، والاتحاد العام يسعد اليوم بإقامة هذه المناسبة المشتركة في مجهوداتها في جمعية الصحفيين العمانية التي عودت الاتحاد على مثل هذا الحراك الفاعل، وإتاحة الفرصة للاتحاد أن يترجم أهدافه في أكثر من مناسبة أقيمت على أرض عُمان الحبيبة، وما هذا الملتقى إلا أحد الإسهامات المضيئة لجمعية الصحفيين العمانية في الاتحاد، وجهود الزميل سالم الجهوري الأمين العام في الاتحاد ورئيس لجنة التدريب فيه، فقد أقامت لجنة التدريب العديد من الدورات التدريبية في تخصصات مختلفة في العديد من الدول العربية جمعت الصحفيين العرب الذين استفادوا وأفادوا بخبراتهم، ولعل تجربة الاعلام العماني في التعاطي مع إعصار "مكونو" الذي ضرب جنوب عمان من الجزيرة العربية، يُمثل صورة رائعة للتعامل الإعلامي مع الأزمات الكوارث الطارئة.

وتابع: في ظل التطور الهائل لوسائل الإعلام المختلفة وتفاقم الأزمات في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية على مستويات المجلس والعالم العربي، والمستوى الإقليمي والدولي، جدير بأن تعقد له الملتقيات والدورات ليكون التعاطي الإعلامي في هذه الازمات والكوارث في مساره الصحيح ليسهم في تحسين النتائج، لا مضاعفة سلبياتها.

وتضمن اليوم الأول للملتقى عقد جلستين؛ الأولى بعنوان "الإعلام والأزمات"، أدارها يوسف الهوتي، وشارك فيها كل من سيف بن سعود المحروقي رئيس تحرير جريدة عمان، وسالم بن عوض النجار مدير عام المديرية العامة للإعلام بمحافظة ظفار، وأحمد بن عبدالقادر الغساني رئيس مكتب الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في محافظة ظفار.

وتحدث الهوتي في البداية عن آثار إعصار "مكونو" وقوته والتاثير على الطبيعة الجغرافية، وجهود السلطنة ممثلة بمؤسساتها حول تدارك ذلك الحدث بالتكاتف والتعاون بين الجميع. بعده، تحدث سالم بن عوض النجار حول رفع مستوى الثقافة لدى الإنسان ودوره في التعامل مع أحداث الإعصار والتخفيف من آثاره، وكذلك دور وسائل الإعلام التي كانت كفيلة حول التعامل مع المعطيات، إضافة إلى الأرصاد الجوية ودورها الكبير أثناء ذلك.

وبدوره، تحدث سيف بن سعود المحروقي قائلاً: إن إعصار جونو الذي ضرب السلطنة في العام 2007 علَّمنا الكثير من الدروس حول التعامل مع هكذا حالات، وقمنا أثناء هذا الإعصار الأخير مكونو بعملية توزيع اشخاص معينين على عدد من ولايات محافظتي ظفار والوسطى، وكان لهم دور بارز في تغطية أحداث الإعصار.

وأخيراً، أشار أحمد بن عبدالقادر الغساني إلى الإشادة الدولية بجهود وأداء وسائل الإعلام المختلفة في التعامل مع الإعصار الذي جرى بكل دقة وحرص وتنسيق مع الكثير من الدوائر خاصة الكهرباء والمياه، مع وجود سيارات نقل متحركة كأستوديو للمتابعة ونقل مجموعة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية، واستمر هذا العمل لمدة 3 أيام بتكاتف شديد كفريق واحد يُمثله حوالي 80 شخصاً لنقل جميع الأخبار المتعلقة بالإعصار في المدينة والجبل. وأثناء الجلسة فُتح المجال للحضور بطرح أسئلتهم ومناقشاتهم ووجهات نظرهم حول محور الحديث.

بعد ذلك، عقدت الجلسة الثانية تحت عنوان "الإعلام والمسؤولية الاجتماعية"، وأدارها باسل الرواس، وضمت كلاً من: أحمد كشوب من شركة صلالة للميثانول، وزكريا الغساني من شركة سيراببس للتنمية، وأحمد التميمي من ريسوت للأسمنت، تطرقوا خلالها إلى دور القطاع الخاص في المجتمع المحلي والمشروعات الوطنية والمسؤولية المجتمعية في نقل الحقيقة، ودور العمل الاجتماعي، وكيفية إدارة الأزمة، ومفهوم المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتق عدد من المجتمعات، ودورها في إبراز المؤسسات التي لها دور مجتمعي.

تعليق عبر الفيس بوك