أنْ تَمُوتَ واقفًا حلمٌ بعيدُ الاحتمالِ



ساناز داودزاده فر - إيران


(1)
حينَ يأْتي الموتُ
يكونُ الكلُّ فِي إِجازةٍ إِلاَّ أَنتِ،
وسيكونُ عليكِ أَن تَمشي معهُ،
ولاَ تعلمِينَ مَن منكُما
سَيقولُ الكلمةَ الأَخيرةَ؟!

(2)
في جيبِ الكلماتِ المثقوبِةِ
كلُّ الحرُوفِ
مَفقودةٌ ...
لكنْ هناكَ وقتٌ؛
أَرسِلْ آخرَ الكلماتِ إِلى لسانِكَ.

(3)
تقفُ داخلَ النَّارِ
وأَنا الَّتي أَصيرُ رمادًا؛
أَنتَ لاَ تحترقُ
أَمَّا أَنا فأَحترقُ بدونِ نارٍ
وهكذَا سيكونُ كلٌّ منَّا طاهرًا.

(4)
أَن تَمُوتَ واقفًا
هوَ حلمٌ بعيدُ الاحتمالِ الآنَ.
تولَدُ الأَشجارُ أُفقيًّا
لسَنواتٍ.

(5)
عندَما لاَ أَستطيعُ أَن أَذهبَ
أَرسمُ حِصانًا.
صوتُ خُطَى الحصانِ
يمكنُ سَماعهُ حتَّى منْ بينِ الأَلوانِ.
هذهِ لوحةٌ
لاَ يمكنُ كبحُ جِماحِها.

(6)
ولدتُ علَى أَزيزِ الرَّصاصِ،
والقذيفةُ جزءٌ مِن عائِلتي،
والسَّريرُ
مكانِي وزَوجي والقصفُ،
وكَفني
سترَتي المفخَّخةُ لعمليَّاتٍ انْتحاريَّةٍ؛
الموتُ هوَ لُعبتي الصَّغيرةُ.  

(7)
أخيطُكَ علَى نَفْسي.
تاجُكَ الشَّائكُ علَى شَعرِي
يشبِهُ أَلمَ سَمكٍ
علَى الرَّملِ الرَّطبِ.

(8)
الأَرضُ-  
لَها أَربعةُ سُطورٍ أُفقيَّةٍ ناقلةٍ،
وأَلفُ نوتةٍ مُوسيقيَّةٍ.
إِذا حَذفنَا نعيبَ الغربانِ
فَحَلْقُ الأَرضِ
سيُغنِّي فِي الرَّبيعِ بتأْتأَةٍ.

(9)
عندَما تَفتحُ الصَّحيفةَ
يقفزُ مِنها صاروخٌ إِلى الخارجِ.
المآتمُ والموتَى الَّذينَ يخشَونَ القبرَ
خفيُّونَ وراءَ ظهرِكَ
أَصواتُهم صفاراتُ إِنذارٍ حمراءَ.
طائراتٌ عدَّةٌ علَى المائدةِ
تخترقُ حاجزَ الصَّوتِ فِي الغُرفةِ.
تحصلينَ على خندقِ خلفَ منضدتِكِ
وتُهدِّدينَهم كلُّهم لأَن يَعودُوا إِلى الصَّحيفةِ.
تُزحفِينَ،
وتُطبِقينَ الجريدةَ علَى بعضِها،
وتتظاهرينَ بالنَّومِ.
معَ هذهِ الصَّحيفةِ لاَ يمكنُ إِزالةَ هذهِ النَّافذةِ.

(10)
أَشربُ القهوةَ؛
تفلُ الفنجانِ
يصيرُ شكلَكَ،
وظلَّ واحدةٍ نحيفةٍ بمَكياجٍ لاَ تشبِهُني.
معكَ
ظلِّي
سيكونُ خطًّا مُتذبذبًا.

 

 

 

 

40


يتساقطُ الوقتُ مثلَ قطراتٍ..
حُدودِي هيَ كلُّ الأَوراقِ الخضراء..
عبُورِي ومُرورِي حولَ دربِ التَّبَّانةِ..
أُقدِّمُ رشوةً للوقتِ
كي يتساقطَ ببطءٍ،
وأَخافُ الموتَ
أَن لاَ يكونَ أَهلاً للصَّفقةِ.

 

تعليق عبر الفيس بوك