دوري قوات السلطان المسلحة.. دروس وعبر

 

وصل قطار دوري قوات السلطان المُسلحة لكرة القدم لمحطته قبل الأخيرة في نسخته الـ24، بعد أن خاضت الفرق الستة معارك ضارية وكر وفر داخل المستطيل الأخضر حيث ارتقى للمربع الذهبي فريق شؤون البلاط السلطاني بحيوية وشباب لاعبيه والذي سيواجه الحرس السلطاني العماني أكثر فرق البطولة إحرازًا للقبها على مدى تاريخها الممتد لثلاثة عقود ونيف في مباراة يتوقع لها أن تشهد حوارات قوية على المستويين الفني وبين اللاعبين داخل الملعب وفي جميع الخطوط، في حين يتأهب الجيش السلطاني العماني المتمرس وصاحب الخبرة الطويلة في كيفية التعامل مع هكذا نوع من البطولات لتفادي مفاجأة قد يفجرها فريق الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع المنتشي بوصوله الأول لهذا الدور وربما لن يترك الفرصة تفوت في تسجيل حضور أول نهائي له على مدى تاريخ مشاركاته في هذه البطولة العريقة والمثيرة والتي يحرص كبار القادة والمسؤولين والمنظمين على نجاحها وتحقيق أقصى درجات الاستفادة القصوى من المكاسب وأهمها على الإطلاق إذكاء روح المنافسة الشريفة وتحلي الرياضي العسكري بالروح الرياضية العالية والوثابة في طريقه نحو المنافسة للوصول إلى القمة والإجادة والتفوق والجاهزية البدنية العالية.

ومع روزنامة مسابقات اتحاد كرة القدم وبقية البطولات الكروية التي تطلقها المؤسسات بالقطاعين العام والخاص والفرق الأهلية إلا أنَّ لبطولة دوري قوات السلطان المسلحة وقع خاص وحضور مميز بمشاركة شريحة واسعة من أفضل لاعبي كرة القدم المحليين بالسلطنة وبالتالي الارتقاء الفني بمستواها وهو ما أجبر مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الهولندي فيربيك على مُتابعة المباريات علَّه يجد ضالته في تعزيز صفوف وخطوط منتخبنا ومتابعة لاعبيه وهم يستعدون لمقارعة عمالقة القارة الآسيوية في النهائيات الآسيوية المزمع انطلاقتها في ديسمبر المقبل في أبوظبي.

إنَّ حرص مدرب المنتخب وجهازه الفني على متابعة دوري القوات المسلحة نابع من إدراك ويقين تام بقيمته الفنية العالية نظرا للإمكانيات الهائلة التي تسخرها مختلف الأسلحة المشاركة بالبطولة في سبيل إعداد فرقها بدءا من الموازنات المقررة لها وتعيين الكفاءات الإدراية والفنية وانتهاء باختيار صفوة اللاعبين للزج بهم في منافسات البطولة التي تحتاج إلى استعداد بدني وفني وذهني عالٍ جدا حيث لا مكان للاعب والفريق المتراخي، الخطأ ممنوع وفقط اللاعب الذي يتمتع بروح قتالية عالية ولا يخشى الالتحامات البدنية الهائلة هو من يجد فرصة لأن يدون اسمه في كشوفات أحد فرق دوري قوات السلطان المسلحة.

لست متيقناً من مدى استفادة منظومتنا الكروية من حدث كهذا خاصة تلك المتعلقة بالأمور التنظيمية والانضباطية داخل وخارج الملعب والمواعيد ولكنني على يقين تام بأنَّ منتخبنا حقق لقب"خليجي 23" مستفيدًا من جاهزية لاعبيه بعد تحقيقهم للقب "كأس العالم العسكري"، ولنقس ذلك على بقية إنجازات السلطنة في مختلف الرياضات إذ تساهم قوات السلطان المسلحة بالنصيب الأكبر في إعداد وتطوير اللاعبين وقدرتهم التنافسية وإذا كان الأمر كذلك فإنَّ هذه الإنجازات الرياضية تحققت وسيتحقق المزيد منها إذ ما علمنا أن البنية التحتية الرياضية العسكرية المتوفرة حسنة ولا بأس بها ولكن ماذا لو تم بعث فكرة إنشاء"المجمع الرياضي العسكري"، أعتقد أننا سنصل إلى كأس العالم لكرة القدم وإلى منصات التتويج في بقية الرياضات على تنوعها.

سؤال على الهامش وبريء موجه لاتحاد كرة القدم بالسلطنة تحديدا ولباقي مؤسساتنا الرياضية، كيف تمكنت وزارة الدفاع ولأوَّل مرة من تسويق دوريها والحصول على عوائد جيدة تُغطي تكاليفه وربما تزيد رغم حداثة تكوين لجنة التسويق بالبطولة؟ وسلامتكم.