استثمارات تدعم خطط التنمية

فايزة الكلبانية

 (1)

نستبشرً خيرا بالأخبار السارة عن جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية العملاقة والشراكات العالمية الملموسة؛ حيث شهدنا بالأمس شراكة عمانية-كورية فريدة من نوعها على هامش زيارة وفد جمهورية كوريا للسلطنة، برئاسة دولة رئيس وزراء جمهورية كوريا لي ناك يون للسلطنة، التي تمثلت في توقيع السلطنة وجمهورية كوريا مذكرة للتفاهم حول التعاون بين الجانبين في مجال ما يعرف بإنشاء "المدن الذكية " بالدقم؛ حيث جاء التوقيع على المذكرة على هامش منتدى الأعمال العماني-الكوري، وتهدف لوضع دراسة حول أهمية العوامل والمشاريع والمجالات الاستثمارية في قطاع المدن الذكية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم؛ حيث إن هناك تنسيقا بين هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والجانب الكوري فيما يتعلق بإعداد مسودة لوضع بعض الدراسات للتصور في المدن الذكية التي أصبحت المحرك الرئيسي لكثير من الاقتصاديات في العالم.

 (2)

إنَّ الإحصائيات تشير إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ حتى نهاية العام 2017 ما يزيد على مليار ريال عماني، وتمثل الواردات العمانية من كوريا ما قيمته حوالي 225 مليون ريال عماني، فيما تمثل الصادرات العمانية إلى كوريا 844 مليون ريال عماني؛ حيث أشاد رئيس وزراء جمهورية كوريا دولة لي ناك يـون بالإستراتيجية الوطنية التنموية التي تتبناها السلطنة منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، معتبرًا أن الاستقرار السياسي الذي تشهده السلطنة جاء من خلال اعتماد دبلوماسية متزنة، وتحقيق التنويع الاقتصادي عبر تنفيذ الخطط الخمسية منذ العام 1976 وتبعتها "رؤية عُمان2020" وحاليًا "رؤية عُمان المستقبلية 2040".

 (3)

وجاء في وصف معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، للعلاقات التجارية بين السلطنة وجمهورية كوريا بأنها "قديمة"، وهي تتركز حول مشاريع التعاون والشراكة بالدرجة الأولى في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والقطاع اللوجستي. إلا أننا نشهد في الفترة الأخيرة انفتاحا في مشاريع جديدة مثل إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية؛ حيث إن نظام "بيان" الإلكتروني للتخليص الجمركي والذي أصبح يعمل بكفاءة عالية، سوف يُسهم دون شك في توطيد هذه العلاقة بين المصدرين والمستوردين في البلدين، كما نأمل أن يكون مطار مسقط الدولي الجديد وتوسعات الطيران العماني وطيران السلام، إضافة للتسهيلات التي تقدمها الفيزا الإلكترونية عاملا مساعدا في زيادة مسافري العبور والسواح من كوريا.

(4)

من هذا المنطلق، فمن الجميل والمبشر أيضا أن يكون الاهتمام بتطوير وتهيئة المناطق الاقتصادية والمناطق الحرة والموانئ والمطارات والخدمات المكملة لها أهم مرتكزات الخطة الخمسية الحالية، وتواصل الجهود لسرعة الارتقاء بهذا الجانب الحيوي من حيث مضاعفة الاستثمار وجذب المستثمرين فيه في المرحلة المستقبلية القادمة، لاسيما المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، لما تشهده من طفرة استثمارية متنوعة، مؤخرا، من قيام عدد من المشاريع الواعدة والمهمة والتي يُعوَّل عليها الكثير مستقبلا في خلق فرص عمل، والمساهمة في الدخل القومي اقتصاديا لوجود مصفاة الدقم، ومشروع المدينة الصينية وتشغيل ميناء الدقم ومضاعفة اعمال الصيانة للسفن العملاقة بمشروع الحوض الجاف.

faiza@alroya.info