ماذا لو كنتُ خيطًا..!


حيدر الدرة – العراق

(1)
(ماذا لو)
ماذا لو كنتُ خيطًا..!
يأخذني طبيبٌ حربيٌّ معهُ،
وأثناء ذلك؛ يُصابُ جنديٌّ بشظيّة طائرة
ليقوم الطبيب بخياطة الجرح
وبينما ينهي عمله
يتسمم جسد الجندي،
فيموت ويدفن،
فأُدفن معه
ثم أُنسىٰ أبدًا.

ماذا لو كنت خيطا..!
تمسكني أمي لتخيط قميص أبي
الذي تفتق ولم يجد مالا ليشتري غيره..

ماذا لو كنت خيطا..!
فتطلب أم حبيبتي؛  
من حبيبتي،
أن – تلضمه - لها في الإبرة
ولأن ثقب الإبرة يشبه حجم أملي في هذا العالم
تضعني في فمها قبل أن – تلضمه -
وماذا بعد..؟
تطرزني الأم حول عنق حبيبتي..

ماذا لو كنت خيطا..!
لانتحرت من ثقب الإبرة راميا نفسي بـ أقرب كفن..
قبل أن يصنع مني مسبحة لكاهن
يخدع بها أحباب الله.

(2)
(خوف أمي)
أنظر من النافذة إلى الحديقة
الجو ممطر، جميل وحزين
تمر أمي من جانب النافذة فأفزع كـ مرور شبح في فيلم رعب
تقف قرب الشجر تناجي الله
هذه الطريقة التي تطلب بها أمي شيئا من الله
غريبة جدا
هذه الطريقة التوسلية مخيفة ومثيرة للشفقة
لا أعرف كيف ينظر الله لنا ونحن بهذا الحال
ولكن أعرف كيف ننظر إليه نحن
حتما كما نظرت لأمي وهي تمر بجانب الشباك.

(3)
(لن أغني)
وحيدٌ أعوي في هذا العالم
حقا أعوي
لست أغني
ربما أنا إنسان يجيد العواء
لكن هذا العالم
كل العالم
كل العالم
فيه كلاب تجيد الغناء.


(4)
(هكذا نموت ببساطة)
الباب يتكسّرُ سنًّا
الحيطان تشكو من طول حملها للسقف
وتشعر بالضجر الشديد
كما لو أنها تنذر بوجود جزع سيفقدها حلمها
السقف يأبى لنفسه هذه المنّة
وفي ليلة هادئة ممطرة
كان الجو فظيعاً
إلى درجة ؛ أن عيالِ المنزل نيامٌ
على ضوء الفانوس
وموسيقى خرير المطر على السطح
يقرر السقف السقوط
والحيطان التساقط
بينما العيال يفرون إلى الموت

 

تعليق عبر الفيس بوك