المضيبي تجسد لوحات من التراث في "مسابقة الولايات"

...
...
...
...
...

صلالة - الرؤية

عندما يلتقي التراث الأصيل مع الطبيعة الجميلة، وتتناغم الفنون مع الصناعات الحرفية البديعة، وتتجسد العادات والتقاليد مع الألعاب الشعبية بمفرداتها ومعانيها بكل قيمها الأصيلة، فإنك تكون بين جنبات مهرجان صلالة السياحي، محط أنظار السائحين والمهتمين بهذا الموروث الحضاري .

ولاية المضيبي جاءت بالأمس لتشارك في هذه التظاهرة السياحية بكل مفرداتها الجميلة، لتؤكد عمق التواصل الحضاري ما بين أبناء السلطنة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، جاءت لتجسد معاني التواصل الاجتماعي المبني على أساس متين من اللحمة الوطنية، والأواصر الاجتماعية والثقافية والاقتصادية  المشتركة.

وشاركت المضيبي بلوحات تراثية متعددة ذات علاقة بالأرض والإنسان، والتي تم تجسيدها واقعا حيًّا على أرضية مسرح مركز البلدية الترفيهي؛ إيمانا من القائمين على المشاركة بأن من لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل.

وشهدت المشاركة تناغما جميلا وامتزاجا بين الماضي والحاضر مع كافة مفردات ذلك التراث الذي لا يزال أبناء ولاية المضيبي يُحافظون عليه جيلا بعد جيل، فجسَّدوا أروع المشاهد الحية لفنون عمانية مغناة وصناعات حرفية وألعاب شعبية وعادات وتقاليد متوارثة وأكلات عمانية، فجميع هذه المفردات التراثية كانت حاضرة في المشاركة التي أكدت أهمية الحفاظ على هذا الموروث الحضاري والتمسك بجمالياته.

ومن أبرز ما قدمه المشاركون في الفنون العمانية المغناة: فن الرزحة بأنواعها القطافية والشاوية كفنون رجالية، إضافة لفنون نسائية حضرية كفنون التشح شح وبو زلف، وكذلك الفنون النسائية البدوية كفنون المغايض والمزيفينة، كما شهدت المشاركة بعضا من فنون البادية الرجالية كفنون الونة والطارق والتغرود، وفنون الشعر التقليدي كفن شعر الميدان، وفن شعر المسبع، وفن شعر المقاصب، وفن عزف العود، إضافة لفن العازي، مع تقديم بعض من الألعاب الشعبية كألعاب الشل واللتي والكودي وأبو رجيله ودلوم بلوم والمحلة والربعة، كما جسد البعض من المشاركين بعض العادات والتقاليد كالتايمينه والتهلولة والتعويب، في حين تم تجسيد بعض الصناعات والمهن الحرفية كالنسيج القطني والصوفي والسعفيات وصناعة البارود والرصاص وتصييف البر والتبسيل وصناعة الرسل...وغيرها الكثير من الصناعات البديعة، في حين عرضت بعض المأكولات العمانية وغيرها الكثير.

وفي لقاء مع الشيخ خالد بن سالم بن طالب السعدي نائب والي المضيبي؛ أوضح أنَّ المشاركة جاءتْ إيمانا من أبناء هذه الولاية بأهمية المحافظة على ملامح التراث العماني المادي وغير المادي، وإظهار ما تتميَّز به الولاية من مكنونات حضارية أصيلة لا بد من إبرازها في كافة المناسبات، والتي تعزز من مكانتها التاريخية.

وأكد سعود بن سليمان الحبسي رئيس اللجنة أهمية مثل هذه المشاركات؛ لما لها من دلالات وطنية وسياحية واجتماعية، والحفاظ على مفردات التاريخ العماني.

وأوضح سعيد بن سيف الحبسي رئيس اللجنة الإعلامية للمشاركة، أن إبراز مثل هذه المفردات التاريخية والحضارية والتراثية يتطلب تكاتفَ الجميع من كافة الجهات المعنية بهذا الشأن، ولعل مثل هذه المهرجان يسهم في التعريف بالموروث العماني، وإظهاره محليا وإقليميا ودوليا؛ مما يُسهم في انتعاش قطاع السياحة.

وأكدت نصراء بنت سليمان الوهيبية على أهمية دور المرأة العمانية في ولاية المضيبي من حيث المشاركة المستمرة في مثل هذا المحافل، والتي بدورها تعرف العالم بمدى اهتمام السلطنة بتفعيل دور المرأة الاجتماعي والثقافي والتعريف بإسهاماتها.

تعليق عبر الفيس بوك