طالب المقبالي
قديماً يقال الماء شريان الحياة، ولكن الآن أصبح الإنترنت هو الشريان الأهم للحياة، ولكن هذا الشريان يواجه منغصات كثيرة لا سيما في الرستاق، فمشاكل الإنترنت في ولاية الرستاق كثيرة، ومشاكل شبكات الهاتف النقال ليست بأحسن حال.
فقبل أن أكتب هذا المقال قمت بزيارة صالة الرستاق لأتبين الوضع، ربما أجد بصيصاً من الأمل يعفيني من كتابة مقال بعدما يئس أبناء الولاية من الشكاوى والمطالبات، وبعد أن سئم العاملون في صالة عمانتل في الرستاق من شكاوى المواطنين، ورغم ذلك يجد المواطن الترحيب والاستقبال الذي يليق من قبل الموظفين وهذه حقيقة، فشهادتي فيهم مجروحة، فهم لا يألون أي جهد في سبيل إيجاد حلول لمشاكلنا، ولكن فيما يمتلكون من صلاحيات، أمّا عدا ذلك فالأمر خارج عن إطار اختصاصاتهم.
ومن هنا أستطيع القول إنّ شبكة الألياف البصرية جاهزة في مقسمات ولاية الرستاق وتم التوصيل لبعض الأحياء الجديدة، في حين ينتظر أكثر من خمسة وثلاثين ألف مواطن من سكان مدينة الرستاق الداخل في المناطق الواقعة من عقبة الرستاق إلى أقصى قرية وحارة داخل مركز المدينة.
فالمواطنون يشتكون من رفض عمانتل توصيل خدمة الإنترنت بحجة أن بعض هذه الأحياء بعيدة عن المقسم، وأنّ الشبكة الأرضية قديمة للغاية وبحاجة إلى تغيير.
لقد سمعنا وعوداً بأن العائق من تمديد كيبلات الألياف البصرية داخل المدينة هو مشروع ازدواجية طريق عقبة الرستاق، والمواطن يستسلم لهذا الأمر ويأمل أن تحل المشكلة مع اكتمال المشروع.
فقد عانت الكهرباء والمياه أيضاً من تنفيذ هذا المشروع، إلا أنّ الجهات المعنية بها بادرت بتنفيذ مشاريعها بعد استكمال مشروع الازدواجية عدا عمانتل لم ير المواطن شيئاً من الوعود بتمديد الشبكة، فها هو المشروع في التشطيبات الأخيرة ولا توجد أعذار أخرى.
هناك مشتركون قدامى يعانون من ضعف الشبكة، فعندما يقدم المواطن بلاغاً، يتم إبلاغه بأنّ العائق الشبكة للبعد وللضغط الحاصل عليها، فمتى تحل هذه المشكلة؟
من جانب آخر وفي قرية الوشيل تحديداً تم توصيل شبكة الألياف البصرية في المقسمات منذ قرابة العام أو أقل بقليل، إلا أنّ التوصيلات الأرضية هي نفسها التي وجدت قبل ثلاثة عقود، وبالتالي لم يستفد المواطن من شبكة الألياف البصرية المحبوسة داخل المجمعات في ظل الاعتماد على التوصيلات القديمة، وأقول كما يقول المثل "كأنك يا زيد ما غزيت".
الخلاصة أنّ المواطن والمقيم يدفع اشتراكات شهرية في خدمة مفقودة، ويأمل الجميع أن يجد هذا الموضوع آذاناً صاغية، فالمستفيد في نهاية الأمر لا يطلب الخدمة بالمجان.
وهناك مطالبات شبه يومية تصلني من المواطنين للكتابة في هذا الموضوع نظراً للمعاناة الكبيرة التي يعانيها المواطن في ولاية الرستاق، فمن خلال تجربة شخصية أنا لديّ اشتراكين للإنترنت المنزلي، أحدهما داخل الرستاق وجوده من عدمه سواء، والثاني في الوشيل حاله أفضل لولا القطع المتكرر للكيبل الموصل لمنزلي نتيجة الحفريات التي تقوم بها بعض الشركات، وهذه المشكلة في طريقها إلى الحل بإذن الله، وفي نفس الوقت مشترك في خدمة على راحتك بمبلغ عشرة ريالات، والذي يؤلمني أنّ أولادي يومياً يطلب كل منهم ريالاً للاشتراك اليومي في الإنترنت، بمعنى أننا سوف ننفق 30 ريالاً في الشهر لكل فرد من أفراد الأسرة، وهذا حال معظم الأشخاص الذين تواصلوا معي للكتابة في هذا الموضوع !!.
فلو لم تكن هناك مشكلة لما لجأ المواطن إلى الشكوى، ولو كانت خدمت الإنترنت المنزلي بخير لما اضطر المواطن لدفع مبالغ إضافية لتوفير الخدمة، فهذا نموذج، وهناك نماذج مماثلة لا أعرفها ولكن بالتأكيد موجودة، وهذه المشاكل تحتاج إلى وقفة جادة من المسؤولين عن هذا القطاع.