"الديوك" للتأهل الرابع و"الشياطين الحمر"لكتابة التاريخ الجديد

الرؤية - أحمد السلماني

تتجه أنظار عشاق كرة القدم في الكرة الأرضية في تمام الساعة العاشرة مسا غدا الثلاثاء بتوقيت السلطنة إلى مدينة سان بطرسبيرج الروسية لمتابعة اللقاء الناري المرتقب الذي سيجمع الديوك الفرنسية بـ"الشياطين الحمر" البلجيك لحساب الدور نصف النهائي لكأس العالم.

ويأمل المنتخبان في مواصلة مشوارهما في البطولة الحالية، خصوصاً بلجيكا بجيلها "الذهبي"، الوحيد بين رباعي نصف النهائي، الذي حقق العلامة الكاملة في مونديال 2018، وأبرزها كان في ربع النهائي على حساب البرازيل ونجمها نيمار، عندما تبخرت آمال "السيليساو" في حصد لقب سادس، بعدما كان من أبرز المرشحين للتتويج في موسكو.

من جهته، أزاح المنتخب الفرنسي، الذي يخوض دور الأربعة للمرة السادسة في تاريخه، الأرجنتين ونجمها ميسي من الدور ثمن النهائي، ثم الأوروغواي ونجمها لويس سواريز من ربع النهائي.

ويعرف المنتخبان بعضهما البعض جيداً، فبلجيكا هي المنتخب الذي واجهته فرنسا 73 مرة منذ العام 1904. وتميل الكفة لمصلحة "الشياطين الحمر" مع 30 فوزاً مقابل 24 خسارة و19 تعادلاً.

إلا أن مواجهة اليوم الثلاثاء ستكون الأهم في تاريخ لقاءات المنتخبين، مع سعي فرنسا إلى بلوغ النهائي الثالث في تاريخها بعد الأول الذي توجت فيه بلقبها الوحيد (1998 على أرضها ضد البرازيل 3-0 بقيادة مدربها الحالي ديدييه ديشان)، والثاني في مونديال 2006 خسرته بركلات الترجيح أمام إيطاليا بوجود بطلها المدلل زين الدين زيدان.

أما بلجيكا، فكانت أفضل نتيجة لها بلوغ نصف النهائي عام 1986 عندما سقطت أمام الأرجنتين بثنائية لأسطورتها دييجو أرماندو مارادونا.

وارتفعت أسهم الجارين في التتويج باللقب بعد مشوارهما المثالي منذ بداية البطولة، وكلاهما يحوز الأسلحة اللازمة في مختلف خطوطه، فضلاً عن أن أغلب اللاعبين يعرفون بعضهم البعض من الدوري الإنجليزي، مثل الفرنسيين نغولو كانتي وأوليفييه جيرو والبلجيكيين تيبو كورتوا وإيدين هازارد (تشلسي)، الفرنسي هوغو لوريس والبلجيكيين يان فيرتونغن وتوبي ألدرفيريلد (توتنهام)، الفرنسي بول بوغبا والبلجيكيين مروان فلايني وروميلو لوكاكو(مانشستر يونايتد).

وستفصح مباراة الثلاثاء عن مواجهات ثنائية عدة، سيكون أبرز الغائبين عنها مدافع بلجيكا وباريس سان جيرمان الفرنسي توما مونييه بسبب الإيقاف، ما سيحرمه مواجهة زميله في النادي الباريسي كيليان مبابي.

وإذا كانت فرنسا تعول على موهبتها الصاعدة مبابي ونجم أتلتيكو مدريد الإسباني أنطوان غريزمان لإضافة بلجيكا إلى قائمة ضحاياها وبلوغ المباراة النهائية، فالجيران لا ينقصهم لاعبون بمصاف النجوم، وتحديدا الثلاثي لوكاكو وهازارد وصانع ألعاب مانشستر سيتي الإنجليزي كيفن دي بروين، والذي كان له دور كبير في الإطاحة بالبرازيل من ربع ثمن النهائي.

لكن مدرب بلجيكا الإسباني روبرتو مارتينيز، أكد في تصريحات سابقة لوكلات الأنباء العالمية: "كأس العالم لا تحترم الفرديات، أو المواهب الكبيرة، فقط المنتخبات التي تعمل بجد كمجموعة ولديها ذهنية الفوز".

ولدى بلجيكا ورقة "فرنسية" لتحفيز لاعبيها، هي الهداف التاريخي لمنتخب "الديوك" تييري هنري (51 هدفا) والمتوج معه باللقبين العالمي (1998) والأوروبي (2000)، وهو يشغل منصب المساعد الثاني لمارتينيز. والذي استعانت به بلجيكا خصيصا لرفع كفاءة وقدرات مهاجميها أمام المرمى كونه أحد أبرز هدافي العالم في حينها وهو ما يفسر الحساسية التهديفية للمهاجمين البلجيك وقدراتهم العالية خاصة في ترجمة سرعة الارتداد.

وقدم المنتخبان مباريات بمستوى فني عالٍ، البداية الفرنسية ورغم تصدرها لمجموعتها إلا أنها كانت فاترة إلى حد ما إلى أن كشر الفرنسيون عن أنيابهم حين أنقضوا وبشراسة على المنتخب الأرجنتيني العريق الذي لعب أفضل مبارياته في المونديال الروسي لكنه اصطدم بالإرادة الفرنسية وبتوهج وسرعة مهاجمها الصاعد "إمبابي" الذي استعانت به فرنسا كسلاح هجومي جديد وفتاك لكسر مراقبة دفاعات المنتخبات للمهاجم الفرنسي جريزمان الذي اكتفى في هذا المونديال بصناعة اللعب وتهيئة الفرص والكرات لإمبابي وجيرود.

في المقابل سجل كيرتوا حارس بلجيكا حضورا قويا وظهر أفضل ما يكون أمام "السيلساو" البرازيلي عندما وقف سدا منيعا وهو حارس مرمى من طراز عالي وبثقة عالية أدخلت اليأس في مهاجمي البرازيل وكان لتدخلاته وتصدياته الأثر الكبير في ضمان التفوق البلجيكي وتأهل "الشياطين الحمر" لنصف النهائي بل إنهم قد يذهبوا بعيدا ويصلوا للنهائي وربما حصد اللقب إذ يعتبر الجيل الحالي بقيادة المايسترو"هازارد" هم الجيل الذهبي لبلجيكا والتي اجتهدت ومنذ العام 2005 لصناعة هذا المنتخب القوي.

تعليق عبر الفيس بوك