نجاة المالكي – المغرب
[مفتتح]:
من ظل نملة
أبحث
عن شرفة
عن عزلهْ..
(1)
[مدام الحيرة]
قال لي:
سأُغرق غيماتي في بئرها
وأصُبّ من مُدام الحيرةِ
قصص حبٍّ منتهية
لأهبك في الأخير
ضحكاً كثيراً
وصدى أقفالِ
بابٍ باكيهْ..
(2)
[نور]
أطلَّ من دمي غزالُ
كان يحرُس غابةً من شوقْ
سألتُه عن ركْض المُحبّينَ
في صحراء السرّ والمعنى،
قال:كل صعودٍ وصْلٌ وفراقْ
وما جنوا إلاّ رعشةَ العطشِ
في واحات الفصولِ
وينابيع الحيرة..
(3)
[وجع]
لابُد أن ترحل معي
هذه الأرضْ،
هي تعرفُ أنّ وتدَها في قلبي،
وتعرف أن البقيّةَ
أوطانٌ سأهُزُّ شرايينَها
حين تغيبْ..
(4)
[خيوط العنكبوت]
تُمرجحني غضباً خيوط العنكبوتْ
تُطيّرُني بقلقٍ
نحو مشانِق الضّوْء،
لا تفتحُ نوافذَها العصيّةَ
تترك البابَ يقتلعُ جذوره
والحيطانُ تتحطّمُ بذاكرتها.
(5)
[رقصة للحياة]
تندلق الحياة في رقصتي
ويعبُر الحِدادُ عارياً،
يموت في برْدهِ،
يأكُل من قُصاصاتِ الأوّلينَ
ناراً
ويرحلْ..
(6)
[ليل العاشق]
روضةٌ للمجهولِ
ليلُكَ أيها العاشقْ
فلا تُدِر الكأسَ طويلاً
لكي لا يفتِنَك الفراقُ
وتُدمّركَ الرّشفةُ الأخيرة.
(7)
[هذا القمر]
هذا القمرُ
ينامُ في عُشب الليلْ،
لا تأخذهُ رعشةُ النّجومِ
وهْيَ تتطلّعُ لحرائقِ دمي
لجُنونِ العابرينَ بلا طريقْ
ولهفةِ العاشقينَ بلا مأوى.
(8)
[أسرار]
من يروي عن المدينة حكاياتِها،
غيرك أنت يا مطر الفُصولْ.
ومن يفتح للأبواب أسرارَها،
غيركِ أنت يا مواعيد الفرحْ.
(9)
[رجل من الصحراء]
رجل من الصحراءِ
أتلف عطشي:
زرع في قلبي
نخلةً صامتة.
وسكب في مرآتي
واحةً خالدهْ.