رياض إبراهيم الدليمي - بغداد
الحياة قصيدة مجنونة
يدركها الجَلدُ والعشقُ والبكاء
وفرحٌ .... آت
لا أملكُ عصاً
ولا غنماً أَهشهُ
لي قلبٌ مُتكَئي ،
وصوتٌ يأتيني من كلِّ شريان
ونقطةِ دم ،
نورٌ يهديني للبحر
للأعماقِ
لقَعرِ الشَّكِ
لمَحارة اليقين .
سُلَّمٌ أَتسلقهُ
في ريحٍ وعصفٍ
نحو الشمس .
أَدخلُ أرض اللغةِ بسلامٍ ويقين
دونَ مَعاركٍ وسباقِ تسلح ،
هو يكلمني بينَ حينٍ وحين
بل أَغلبُ الاحايينِ
عن البلادِ والنهرِ
عن الجلادِ و مرؤةِ الشمسِ
وطقوسِ العشقِ و موسيقى الدراويشِ
عن المعاركِ الخاسرةِ والاوطانِ المستباحة
في غفلةِ المصلين
وطوافِ الحجيج .
***
زيتونٌ وحباتُ طلعٍ
وعبير قمحٍ معجونٌ بخلوتي
وقَلمي المهزوم،
أَشهقُ بالعبقِ .. بدقات الثالثةِ فجر ،
أَذوق الشهدَ والخبزَ والزيتونَ
واشهدُ أن لاشَكَ
بل يقين ظِلك يحرسُ غِفلتي
ويسامرُ تَهجدي .
حبلٌ شِدادٌ وعُقدٍ
حولَ العنقِ
لا أَنطقُ الا بالهاءِ
ولا أَلفظُ سوى اللامِ ثمَ اللامِ
لا أَخشى السكونَ
أَغسلُ جروحي بأمطارِ الالف .
الاوديةُ خُلقتْ للهيام
بنورِ الحروفِ
وجسارةِ صَبْري
لِغَرغرَةِ الانفاس .
القصيدةُ لا تصلحُ قرباناً
لفَكِ عُقدَ الحبلِ
هي العلا تَشعُ أنواراً
من زيتونكَ
من رطبِ الحلَةِ
وخمورِ أنهاركَ
هي ...
صوتُكَ
وصرخةُ عشقٍ لنورٍ ليس بنور .
***
أكتبُ أوجاعي على زجاجِ النوافذِ
وأنفاسي الدافئة
أهمسُها حين يتوقفُ القلب
فأشكو وجعي
وأغنيهِ في الأودية المهجورة
والأوطانِ التي لم تَعدْ ،
في المدنِ الخربةِ
وعلى شواطئ امتلأتْ بأصدافِ المحّار
وقشورِ الاسماك
وعويلِ أراملِ السلاحف .
أشكو من فيضِ اليقين
وعشقي لنهرٍ يضيقُ بين اثداءِ المدينةِ ،
أشكو من غزارةِ المطرِ على شَعري المتساقطِ ،
من دفءِ الجهات
وجسدي المشتعل
وحممِ العشق
وحرقةِ اللحنِ في الحنجرة .
أنظرُ
لسدرةٍ أحلمُ ان تنتهي عند عنقي
عند جرحٍ غائرٍ يلامسُ فورةَ دَمي
أنظرُ
من عناوينِ القصائدِ
وبراكينِ الشواطئ
يستفزُ عذارى السَحالف.
***
القصائدُ
تتغنى لقداسةِ الاوديةِ
لفاخِتةٍ تُجاور بيتَ عنكبوت
وغارٍ يثلجُ القلبَ
يمحو اثرَ الجروح
هل من متكئ غير الهاء ؟